Site icon IMLebanon

خامنئي والشيطان الأكبر

لا يمر يوم إلاّ ويتحفنا آية الله خامنئي بخطاب يهاجم به أميركا ولكنه ينسى «الشيطان الأكبر»، وبصراحة لا أعرف السبب.

آخر ما أتحفنا به آية الله أنّه لا يسمح بأي تدخل في سوريا وقال إنّه يجب أن يترك للشعب السوري أن ينتخب من يشاء.

أبدأ بانتقاده الموجّه الى الدول الغربية لتدخلها في الشأن السوري، والسؤال هنا: عندما يسمح لنفسه بأن يطالب الدول الغربية بعدم التدخل في سوريا فكيف يسمح لنفسه بأن يتدخل؟ أليْس الأجدى به أن يبدأ بنفسه خصوصاً أنه لا يكفي تدخل الحرس الثوري في الحرب الأهلية السورية ضد الشعب السوري، ولا يكفي تعيين قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» مسؤولاً عن لبنان وسوريا والعراق… عفواً كنا نظن أنّه عُيّـن لمحاربة إسرائيل الشيطان الأصغر فإذا به يشارك في قتل الشعب السوري.

لم يكتفِ بقوات الحرس الثوري والباسيج فأمر «حزب الله» بالرغم من غياب قائده العسكري رحمه الله بالتدخل بداية للدفاع عن المقامات الدينية في السيدة زينب ثم بالإنخراط كلياً في الحرب السورية.

ومن ثم أمر قوات الميليشيات الشيعية (أبو الفضل العباس) للمشاركة في قتل الشعب السوري.

كذلك وخلال أربع سنوات ونصف السنة من الأحداث السورية لم يكتفِ القائد الذي يريد أن يحرّر القدس بأن ضلّ طريقه، فاستبدل قتل الصهاينة بقتل الشعب السوري… ذهب الى روسيا مرتين مستجدياً بوتين التدخل لوقف انهيار بشار والحرس الثوري و»حزب الله» وميليشيات «أبو الفضل العباس».

ويتدخل خامنئي عسكرياً ومالياً طبعاً (أموال الشعب العراقي) في سوريا ويأخذ على الغرب أنه تدخل!

يريد آية الله خامنئي أن تُـجرى انتخابات نيابية حرّة في سوريا… والحديث عن انتخابات حرّة كان المطلب الحقيقي للشعب في بداية الثورة السورية قبل أربع سنوات ونصف السنة كان الشعب يطالب بإجراء انتخابات حرة.

هنا أريد أن أسأل: ما علاقة آية الله خامنئي بالانتخابات في سوريا؟ وبأي حق يسمح لنفسه بأن يعطي رأيه؟ وماذا عن التشيّع في سوريا؟ وماذا عن مشروع ولاية الفقيه والثورة الشيعية؟

لو كان آية الله خامنئي حريصاً فعلاً على المسلمين ويريد فعلاً تحرير القدس كما يدّعي لكان الأجدى به ألاّ يتدخل عسكرياً ومالياً (و…) في سوريا داعماً النظام السوري بقتل الشعب السوري، وتاركاً إسرائيل أو ما يسميه بِـ»الشيطان الاصغر».

الى ذلك، لم يكتفِ أن يتحفنا بتدخله في سوريا بل يذهب الى اليمن فيعترض على دفاع المملكة العربية السعودية عن حدودها… وهنا للتذكير فإنّ اليمن يشكل أكبر خطر على المملكة لأنّه يشكل خاصرتها وعندما تخطّى الحوثيون الحدود من خلال سيطرتهم على اليمن بما فيه العاصمة الاتحادية صنعاء (الشمال) وعدن (عاصمة الجنوب)، والسؤال: مَن حرّض الحوثيين على القيام بتمردهم؟ ومَن زوّدهم بالسلاح والعتاد والخبراء والمال؟ أليْس خامنئي؟

ثم مَن يحرّك الشغب في البحرين؟ ومَن يمد المشاغبين بالمال والسلاح؟ وما هي أجهزة الإعلام التي تنطق باسمهم؟ وهل يخفى دور خامنئي ونظام آيات الله في ذلك؟!.

ومع ذلك كله يسمح آية الله خامنئي لنفسه أن ينتقد التدخل الخارجي (الغربي خصوصاً) في الشؤون السورية واليمنية!..