Site icon IMLebanon

ملك الملوك

ظلت واشنطن خمس سنوات تخشى وصول الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الحكم لأنّها كانت تخاف عروبته وصدقه وقوته… خصوصاً أنّه رجل القرارات الكبيرة المصيرية.

وأوّل ما قام به خادم الحرمين الشريفين إثر تسلمه مقاليد الحكم كان سعيه الصادق الى إقامة علاقات صادقة وأخوية مع إيران… ومن أجل ذلك حاول استيعاب الرئيس السوري الشاب، قليل الخبرة والحنكة وغير الصادق.

وكلف الملك نجله الأمير عبدالعزيز بن عبدالله أن يعمل لدى صديقه بشار محاولاً التوصّل الى حل معقول في سوريا، فبقي يسعى على امتداد ستة أشهر من اندلاع الثورة… وجاء عمله مدعوماً بـ500 مليون دولار سلّمها عبدالله الى بشار قبَيْل أيام من تحوّل الانتفاضة السلمية الى ثورة مسلحة.

وفي سياق مواز، دعا الملك عبدالله الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ليؤدّي فريضة الحج، ووفّر له بوسطة من دون سقف إحتراماً للطقس الشيعي…

ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟

هذه المبادرات والجهود الطيّبة من خادم الحرمين الشريفين قابلها المكر والإحتيال! وهنا لمحة سريعة للرد الايراني على حقيقته:

 

العراق

إذا نظرنا الى واقع المنطقة العربية والدور الايراني فيها وابتدأنا بالعراق لوجدناه محتلاً من إيران عملياً وسياسياً، وخاضعاً لأوامر قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري المسؤول عن تفتيت العراق وإزكاء النعرة المذهبية فيه بين أهل السُنّة والشيعة، واستلاب ثروته النفطية بالحصول على 200 ألف برميل من النفط يومياً لإنفاق ثمنها على أعمال إرهابية.

 

سوريا

لم يعد بشار الأسد رئيساً لسوريا إلاّ بالشكل… فالحاكم الفعلي في سوريا هو سليماني نفسه.

 

اليمن

سلّحت إيران الحوثيين ومدتهم بالسلاح ودربتهم على القتال ضد دولتهم وسائر أطياف الشعب اليمني، وحرّضتهم على السعودية… وبدأ مخطط إعدادهم للسيطرة على الحكم في اليمن على حساب أهل السُنّة.

 

لبنان

في لبنان معروف كيف تقف إيران وراء «حزب الله» تسليحاً وتدريباً وتمويلاً وتحثه على عرقلة قيام الدولة لمصلحة الدويلة التي يقيمها الحزب في الضاحية والجنوب والبقاع.

وهكذا يمكن الإستنتاج بأنّ من جاء بالخميني من منفاه الباريسي الى إيران لم يأتِ به إكراماً لجمال شكله وبياض لحيته، إنّـما من أجل مشروع إحياء الفتنة بين السنّة والشيعة.

والحملة الشرسة على المملكة العربية السعودية سببها أنّ الملك عبدالله قرّر أن يواجه المشروع المذهبي الإيراني:

أولاً- بإنقاذ مصر من الإخوان المسلمين الذين ينسجمون مع التطرّف الشيعي بشكل أو بآخر.

ثانياً- إعطاء لبنان 4 مليارات دولار لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

ثالثاً- مصالحة مصر وقطر ما أحرج الإيرانيين وأفشل قسماً من مخططهم.

أخيراً، ستبقى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين السد المنيع الذي يقف صامداً بوجه المؤامرات كلها.

وأمّا إرسال رئيس الديوان الملكي خالد التويجري ابن صديق ونائب خادم الحرمين في الحرس الوطني الى القاهرة للتهيئة لمصالحة مصر وقطر فهو تأكيد على وفاء العائلة المالكة للشرفاء الذين يخدمون وطنهم.

عوني الكعكي