IMLebanon

الملك سلمان في موسكو  

 

نكاد لا نصدّق أن يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة الى روسيا وهي تعتبر الأولى التي يقوم بها ملك سعودي الى روسيا، من هنا فإنّ الأنظار في العالم كله تنظر الى هذه الزيارة وإلى النتائج التي يمكن أن تسفر عنها.

 

أولاً: انطلاقاً من أنها الزيارة الأولى فلا بد أن تكون مميّزة على جميع الأصعدة خصوصا أنّ روسيا ومنذ زمن طويل تنتظرها لأنها تفتح للروس سوقاً من الدرجة الأولى للسلاح.

ثانياً: على الصعيد السياسي لا شك في أنّ عودة روسيا لتكون دولة عظمى هي في مصلحة العالم لكي تعيد التوازن في مقابل الدولة العظمى التي أصبحت وحيدة منذ أيام الرئيس الأميركي جورج بوش الأب بعدما سقط الاتحاد السوڤياتي وتقسّم واستغنت روسيا عن عدد كبير من الدول التي كانت تابعة كلياً للاتحاد السوڤياتي.

ثالثاً: كان لافتاً للنظر الغارة الروسية على ريف حمص وسقوط عشرة قتلى من «حزب الله» والمصيبة الكبرى أنّ الروس يقولون إنّ الغارة كانت بطريق الخطأ وطبعاً بعض الخبيثين يقولون إنّها بمثابة تقديم أوراق اعتماد من الروس الى السعودية.

رابعاً: نجاح السلاح الروسي في سوريا ابتداءً من شبكة الصواريخ «S400» الى الـ»سوخوي 25»، الى «الميغ 34 و35» الحديثة، الى الدبابات الجديدة المتطورّة… ما أعطى روسيا مركزاً متقدماً كصانع أسلحة متطوّرة، وأصبحت حاجة لدول المنطقة خصوصا للسعودية التي تخوض معارك ضد الايرانيين ابتداءً من اليمن الى البحرين الى العراق الى سوريا، وطبعاً الأهم اليمن والعراق الدولتان اللتان على حدود المملكة خصوصا الخطر الناجم عن هذا الدعم الايراني الى الحوثيين في اليمن والشيعة في العراق الذين أصبحوا أكثر تعصّباً.

خامساً: أصبحت روسيا الدولة العظمى بسبب تصرفات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي يمكن أن نقول إنّه أسوأ رئيس جمهورية مرّ في تاريخ أميركا إذ في عهده تراجعت أميركا من دولة عظمى وحيدة في العالم الى دولة تتنافس مع روسيا بعدما كانت روسيا دولة ضعيفة تحاول أن تلعب دوراً ولكنها فشلت بعدما خسرت مصر بعد حرب 1973 واتفاق «كامب دايڤيد» ثم العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 ومن ثم سوريا قبل أن تتدخل بتكليف من أميركا لكي تنقل الأسلحة الكيميائية وأخيراً سوق ليبيا بعد الثورة الليبية وسقوط الرئيس معمّر القذافي.

سادساً: حسب المعلومات فإنّ المملكة العربية السعودية قرّرت أن تنفتح على السوق الروسي تجارياً وعسكرياً، ويُقال إنّ هناك خطة وضعت من قِبَل مسؤولين سعوديين من أجل بناء علاقات صناعية وتجارية واقتصادية وأيضاً تمتين العلاقات الثنائية، بما يراعي مصالح الدولتين، وأعلن رسمياً أنّ الدولتين ستوقعان حزمة من الاتفاقات الثنائية، إضافة الى عرض للمسائل الدولية وبالذات أزمات الشرق الأوسط والحروب المشتعلة فيه.