لم يشأ الملك سلمان بن عبد العزيز أن يسمي إيران بالاسم عندما كان يتحدث قبل أيام خلال استقباله الرئيس تمام سلام والوفد المرافق في معرض شرحه لأحوال المنطقة. لكن وزيراً بارزاً في الوفد اللبناني رأى أن إيران حضرت بطريقة غير مباشرة على لسان العاهل السعودي عندما قال إن سلاح “حزب الله” يجب أن يكون موجّهاً ضد إسرائيل. وعلى المرء أن يستنتج من هذا الكلام الصريح للملك السعودي أنه يحمّل إيران ضمنا المسؤولية عما يجري في سوريا طالما أن ذراعها اللبنانية متورطة في أتون الدم والدمار هناك.
يقول الوزير البارز: “تحدث الملك عن سوريا طويلاً من خلال العلاقات السعودية – السورية القديمة (قبل أن يقع نظام بشار الاسد تحت سيطرة طهران الكاملة). وبما يؤكد حزن الملك على المصير التي آلت اليه سوريا استخدم عبارة “ما يضيمك شيء” للدلالة أن مصاب سوريا هو أمر يعني المملكة بكل ما في هذه الكلمة من معنى”.
من باب سوريا يعود الملك الى الواقع اللبناني، فيطمئن الرئيس سلام الى أن السعودية لن تأبه لكل الكلام الذي يقال في بيروت عن السعودية (حملة “حزب الله” الاخيرة)، فهذا الكلام لن يؤثر في علاقات المملكة مع لبنان، وهي علاقات يراها سلمان في الرؤساء كميل شمعون وفؤاد شهاب وصائب سلام وعبد الله اليافي وفي لبنان الجميل حيث يختلف الناس سياسياً في مجلس النواب ومجلس الوزراء ثم يلتقون في العشية ويسهرون معاً في وضع طبيعي ويتكلمون في صورة طبيعية ومتنوعة. ويشدد الوزير البارز على القول أن النقطة المهمة التي بدأ بها الملك حديثه أمام الوفد اللبناني هي “أن لبنان هو دائماً أولوية بالنسبة الى الينا” ردا على الكلام الذي يقول “إننا لسنا على الخط” على حد تعبير العاهل السعودي.
في اللقاء الموسع الذي استغرق نصف ساعة والخلوة التي تلته واستغرقت عشر دقائق كان الملك واضحاً في دعوته الى وصول رئيس الى قصر بعبدا يتوافق عليه اللبنانيون ويفيد لبنان والخارج بعدما شرح الرئيس سلام عن المصاعب التي يواجهها لبنان متطلعا الى دعم أكثر من المملكة.
ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف كان حاضراً بقوة في يوميّ الزيارة الرسمية لكنه كان في الوقت نفسه مشدوداً الى قيادة العمل الامني الذي صارت قدراته على هذا المستوى محط الأنظار. وهو قال أمام سلام والوزراء: “من مزايا الأمن عندنا إن الاجراءات الامنية لا تتعرّض للمسار الطبيعي لحياة المواطن”.
في مركز المؤتمرات بقصر الضيافة حيث أقام الوفد اللبناني حضر الرئيس سعد الحريري الذي أطلق وصوله حيوية لافتة فسارع كثيرون الى مصافحته والتقاط الصور التذكارية معه. وكان الكلام الواضح على لسانه أن 300 الف لبناني في السعودية بخير . ودعا في الوقت نفسه الى سؤال “حزب الله” عما يفعله بلبنان واللبنانيين؟ ساعتان فقط من الطيران بين جدّة وبيروت، المملكة قريبة جداً.