IMLebanon

موقف سعودي «رمادي» الأربعاء.. المملكة غير مُستعجلة لإعطاء إيران ما تُريده

تعيش البلاد ساعات مفصلية حاسمة ستساهم في حسم هوية الرئيس العتيد، فيما هامش المناورات السياسية في «ملعب» الاستحقاق يضيق مع اقتراب  موعد جلسة انتخاب الرئيس السادسة والاربعين،  في 31 تشرين الاول، والتي ستكشف وقائعها ،مسهّلي الانتخاب ومعطّليه.

في هذه الأجواء توسعت رقعة السيناريوهات وتعددت في ظل الرسائل الإقليمية والدولية الغامضة التي لم تعط الضوء الأخضر لأي خيار مطروح، وسط تريث دولي واضح في هذه المرحلة وذلك نتيجة عوامل خارجية وداخلية، بانتظار لقاء الاربعاء المنتظر مع ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، قبيل عودة الحريري الى بيروت، والذي ينتظر ان يتبلغ خلاله الشيخ سعد الجواب السعودي النهائي، والذي تشير مصادر في تيار المستقبل  الى انه لن يكون لصالح العماد عون حتى لو كان رمادي اللون، خصوصا ان المملكة غير مستعجلة لاعطاء ايران ما تريده في لبنان من خلال انتخاب رئيس تكتل «التغيير والاصلاح «العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ما سيعني عمليا سقوط كل المفاوضات والقضاء على الآمال العونية، التي لم يجارها شارعها امس في الزحف نحو بيت الشعب، رغم الحشد الذي بدأ منذ بداية الاسبوع الماضي،اذ جاءت الارقام الاولية للمشاركين مخيبة للرابية بحسب المصادر نفسها، واقل من مشاركة السنة الماضية، رغم الشيكات على بياض التي اعطاها «الجنرال» لأخصامه كما لحلفائه ظنًا أنّه بذلك يؤمّن وصوله الى شرفة بعبدا.

الا ان المعلومات الواقعية تؤكد ان الحريري حسم امره بترشيح عون خلال الايام المقبلة، وتؤكد المعلومات ان انتخاب عون سيحصل على الارجح في 31 تشرين الاول.

وسط ذلك تشير اوساط سياسية مطلعة الى ان العاصمة الباريسية شهدت اتفاقا بين الحريري وبري، يقوم على طرح جديد سيقدمه الشيخ سعد للجنرال فور عودته الى بيروت ، يقوم على أساس قبول الاطراف التي رفضت «سلة « بري ، التي تشترط التفاهم على رئاسة الحكومة والوزراء وقانون الانتخابات وسلاح حزب الله «بنصف سلة» تقتصر على رئاسة الحكومة والوزراء والحقائب الوزارية، فيما يرحل الباقي الى العهد الجديد، على ان يتعهد حزب الله وحلفاؤه، بتكليف الحريري برئاسة الحكومة، وبإعطاء سليمان فرنجية حصة وزارية وازنة، وتوزيع الحقائب الوزارية على القوى السياسية سلفا، كي يجري تشكيل الحكومة وانطلاقها بأسرع وقت، وتأمين صيغة جديدة بديلة لثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، يجري العمل عليها، من شأنها الاستجابة لمختلف الاطراف.

الحريري الذي طلب وقتا اضافيا لدرس الموضوع، اشارت مصادره الى بروز بعض العقبات القديمة الجديدة قيل إنها السبب في فرملة اندفاعته تمحورت بمجملها حول رفض وصوله الى رئاسة الحكومة، وقد تولى التعبير عنها بشكل مباشر ومعلن الوزير السابق وئام وهاب الذي غرد وقال: «من لا يحترم دماء الشهداء الذين سقطوا في سوريا دفاعا عن لبنان في مواجهة الارهاب لن يصل الى أي موقع»، واتبعها الاعلامي سالم زهران بحوار «تويتري» من سوريا جزم فيه ان «الحريري سيكلف لكنه لن يشكل واعدا بان للبحث تتمة».

بناء على ما تقدم ثمة من يعتقد ان الحريري العائد الى بيروت سيكون «محتارا» ولن يتمكن من حسم خياره النهائي في وقت قريب، وان خطوته رهن بالكثير من المعطيات ما يبعدها الى أمد غير محدد، رغم انها في المقابل قد تفتح الأبواب نحو خيارات جديدة. هو الذي أرجأ زيارتين له كانتا مقررتين الأولى الى القاهرة والثانية الى انقرة، لعدم اغضاب الرياض، بعد توتر العلاقات بين العواصم الثلاث.

هذا الجو خرقته مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري، التي اكدت إن لا جديد في موقفنا بما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية والمرشحين لها، ونحن بانتظار أن يبقّ الحريري البحصة كي يغيّر مجريات اللعبة، وفي حال حصول هذا الأمر، فعلى عون توسيع مروحة مشاوراته لتشمل فرنجية وبري الذي اكدت مصادره ان خريطة الوصول الى بعبدا واضحة المعالم «سلة تفاهمات سياسية تحكم العهد الجديد وتضبط ايقاعه، وطاولة حوار يخرج منها  الاجماع على ترشيح العماد عون للرئاسة، مؤكدة ان لا ترجمة عملية للاندفاعة الرئاسية ،فكل ما يقال لم يصل إلى حد ما هو مطلوب لإنجاز الاستحقاق ، فيما المحادثات الثنائية أو الثلاثية عن قرب أو عن بعد لا تحسم المسألة، ولو كان الأمر بحجم تبن أو تخل، فالطريق إلى الانتخاب معروف، لا يمكن اجتزاؤه ولا الالتفاف من حوله، رغم ان هناك من يعلم ويتصرف أو يتجاهل لرمي الكرة الرئاسية في ملاعب أخرى».

بين التغريدة الجنبلاطية الاصلية، وتغريدة التوضيح، تغريدتان عكرتا صفو النشوة العونية، الاولى لاعلامية المستقبل رشا الخطيب، مرفقةً تغريدتها بهاشتاغ : «#عون قرفتنا»، والثانية للواء جميل السيد من عيار «اللي استحوا ماتوا واحسن لو ضل ساكت» دون ان يسمي، وقبلهما تغريدة زغرتاوية لم توفر احدا في الثامن من آذار، على قاعدة العماد المسير لا المخير.