Site icon IMLebanon

السعودية مملكة العروبة ودولة الإسلام

تتعرّض المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً وجيشاً ومعها دول الخليج العربي لحملات سياسية وأمنية وإعلامية مبرمجة وموجّهة تحرّكها أصابع صناع القرار في طهران وقم، وتسوّقها وتنفّذها الأذرع العسكرية والأمنية والإعلامية للمشروع الصفوي الإيراني الذي يستهدف المنطقة العربية عقيدة وتاريخاً ودوراً ووجوداً، فمن خطابات وحروب السيد حسن نصرالله المستمرة، وما سبقها ورافقها من تصاريح وبيانات وحروب مذهبية وقرارات فئوية لنوري المالكي وأشقائه الحشد الشعبي ومتفرعاته الصفوية في سوريا والعراق، إلى الخطابات الدورية والشعارات الفارسية التي يطل بها علينا من حين الى آخر من على شاشة «المنار« عبدالملك الحوثي وحلفاؤه الذين يقودون حرباً إيرانية صفوية مدمرة ضد اليمن وشعبها العربي المسلم الأصيل بحجة الممانعة الإعلامية والمقاومة الوهمية.

ومن هنا يتبيّن لنا أن إيران الثورة وقبلها إيران الشاه مشروعها الفارسي التوسعي لم يتغير، فهو هو، ما زال يحمل في طياته أحلام الإمبراطورية الفارسية، ومن أجل ذلك فإن هذا المشروع حكماً كالمشروع التلمودي في فلسطين، يشكّل خطراً على العروبة وحواضرها وعواصمها التي حملت رسالة الإسلام الحنيف، إسلام التوحيد والمحبة والرحمة واحترام الآخر واحتضانه.

وسيتعارض، بل وسيعادي حتماً مملكة العروبة ودولة الإسلام التي يقودها بحكمة وشجاعة وصبر وإيمان، أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وأحفاده ومعهم جيش وشعب عربي سعودي ودول مجلس التعاون الخليجي والعديد من الأشقاء العرب الذين رأوا ما خلّفه المشروع الإيراني في بغداد الرشيد من اغتيال لكبار القيادات العسكرية والكوادر العلمية العربية، وخاصة العلماء والمبدعين من خلال فرق عصابات الموت الأسود التي عملت بغطاء رسمي جسّده نوري المالكي حقداً وكراهية لكل ما هو عربي وكمندوب سامي للاحتلال الإيراني الذي عبث بوحدة المسلمين والعيش المشترك في الأقطار العربية التي امتدَ إليها النفوذ الإيراني بعد سقوط العراق حكماً وجيشاً وشعباً بيد التحالف الأميركي – الإيراني عام 2003م.

لقد شاءت إرادة الله تعالى أن تكون جزيرة العرب وخاصة مكة المكرمة والمدينة المنورة منطلقاً لرسالة الإسلام ودعوة التوحيد، فحمل العرب هذه الرسالة الإلهية، فكانوا أمة الدعوة والعلم والتسامح والخير لكل الناس، الأمة التي انطلق منها وبها النبي العربي محمد علية الصلاة والسلام نحو كل المجتمعات والشعوب، ولست أدري ماذا تريد إيران من أرض العرب؟ هل تريد أن تصدِّر لنا مشروعاً فارسياً يحمل أحلام قورش الكبير؟ أم ثقافة ومورثات فارسية وثنية تحمل شكلاً إسلامياً ومضموناً فارسياً تجلّى ويتجلّى بشكل واضح في مناطق النفوذ الإيراني في أكثر من بلد عربي، لم يعهده المجتمع العربي الإسلامي في حياة الرسول، أو من جاء بعده من الخلفاء الراشدين: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم، ولا حتى في عصر الإمامين الحسن والحسين رضي الله عنهما ومن جاء بعدهما من التابعين وتابعي التابعين .

من أجل ذلك تصدت مملكة العروبة ودولة الإسلام بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لهذا المشروع الإيراني الصفوي بقرار تاريخي شجاع بدعم عربي وإسلامي، بدأ من تحرير اليمن الذي استهدفته إيران ومشروعها بعد عبثها وفتنها في لبنان وسوريا والعراق، وتشير كل التحليلات والتوقعات إلى أن هذا التصدي العربي والإسلامي لن يتوقف إلا بإبعاد النفوذ الايراني عن الوطن العربي لتعود دمشق قلباً للعروبة، وبيروت سيدة للعواصم العربية، وبغداد عاصمة للخليفة الرشيد.

وكل المعطيات المتوفرة تشير إلى أن المشروع الفارسي – الإيراني بتصدير الثورة لتعميم فكرة ولاية الفقيه التي بدأت مع ثورة الخميني عام 1979 هو في طريقه إلى الانحسار نتيجة «عاصفة الحزم« وبعدها عودة الأمل إضافة إلى الصمود الكبير للمعارضة العربية وإرادة القتال لدى كل فصائل المعارضة لتحرير الأرض والأنسان والعقيدة من براثن المشروع الوافد إلينا، تارة باسم مقاومة موهومة، وطوراً لمحاربة الشيطان الأكبر وحليفه الأصغر، ولن تستطيع إيران وأذرعها العسكرية تغيير الديموغرافيا في سوريا وبلاد الشام رغم محاولاتها المستمرة، فللإسلام رب يحميه ورجال مؤمنون أشداء يدافعون عن رسالة التوحيد، لتبقى مكة المكرمة والمدينة المنورة قلعة للإيمان ورسالة للإسلام الذي أنزله الله على رسوله الكريم لتكون هذه الأمة كما أرادها الله خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، ولتبقى السعودية وشعبها المؤمن مملكة للعروبة ودولة للإسلام.

() رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام