IMLebanon

ملوك في قبضة الاشاعات

 

 

 

والملوك هم ملوك، في معلوماتهم، وفي خزائن المعرفة عندهم. 

وهم واقعون لا محالة، في قبضة الاتهام. 

وهذا ما دفع العميد غازي كنعان الى الانتحار المفاجئ. 

وما تحوم الشبهات به حول خليفته رستم غزالي. 

وبين الاثنين أسماء لامعة في الآفاق. 

من العميد محمد ناصيف. 

الى جامع جامع وغيره من الأقرباء الى الأنسباء. 

كانت سوريا دولة أمنية بامتياز. 

وإلاّ لما حكمت عائلة الأسد، سوريا على مدى نصف قرن ويزيد. 

طبعاً، ليس من السهولة اطلاق أحكام. 

ولا من الطبيعي الاسترسال، في تكهنات، في غياب أبرز نجوم عصر حافظ الأسد، وفي طليعتهم نائب الرئيس عبدالحليم خدام. 

واذا كانت المحكمة الدولية في لاهاي تنظر في مجزرة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فان القضية الكبرى، هي قضية الزواج الكاثوليكي الذي كان يدور داخله، الحوار الصعب بينالنظام السوري والقادة اللبنانيين. 

ولعل الصراع الطويل، بين النظام السوري، والرئيس رفيق الحريري هو الذي يخفي العلائق المستورة بين الفريقين. 

وهنا، تكمن الصعوبة في انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، بعد رحيل والده الى العالم الآخر.

*** 

طبعاً، الأب ليس مثل نجله. 

ونظام حافظ الأسد، بمعزل عن بشار ما يوحي بأن النجل ليس من طباع الوالد. 

ولذلك، فقد تحوّل عبدالحليم خدام من مستشار أساسي للنظام، الى عدو شرس للنظام. 

وما كان يربط حكم أبو جمال بالنظام، أصبح غير ما يربط بشار الأسد بخفايا النظام. 

كان عبدالحليم خدام سيبة النظام مع اثنين من أبرز وجوه حكم حافظ الأسد، وهما العماد حكمت الشهابي واللواء علي دوبا. 

إلاّ أن بشار الأسد، تخلّى عن أبوة والده للعماد مصطفى الأسد، وما لبث النظام أن فقد رجاله الكبار. 

ولعل رحيل رستم غزالي، يضمّد جراح غارت بعد انتحار غازي كنعان. 

لا أحد ينكر انهيار بنية نظام بشار الأسد. 

لكن، لا أحد ينكر أيضاً صلابته وصلابة نظامه، لأن أوزانه السياسية، أمنع من ان تنهار، في ظلّ ثقة قوية يتمتع بها دولياً. 

ويقال انه استطاع خلال الأحداث الأخيرة، ألاّ يفقد كلياً، الحرص الأميركي والحلفاء، على استمراره وديمومته. 

ولعل ما يسرده الأستاذ وليد جنبلاط، أمام محكمة لاهاي، يؤكد على المدى البعيد، صولات النظام السوري وجولاته في القتال الدائر في سوريا، وكل الجبهات. 

وما يعبّر عنه المعارض السوري اليساري ميشال كيلو ورفاقه، هو خلاصة للتباينات التي تجمع اليسار واليمين، وصولاً الى داعش والنصرة في قبضة اليأس من نظام بشار الأسد. 

ولعل الموقف الصامد، ل حزب الله الى جانب النظام السوري، هو التعبير الصادق عن الوفاء لبشار الأسد. 

وهذا ما يجعل تيار المستقبل يغفل عن مبررات دعم الحزب للنظام السوري، في معرض حفاظه على حوار عين التينة الذي كانت له بالأمس، جولة يسعى الرئيس نبيه بري الى ديمومتها. 

*** 

ولذلك، فإن الحرص عند الجميع على استمرار حكومة الرئيس تمام سلام في السلطة، هو من مبررات الحفاظ على الرؤية الواعية، الى مستقبل صعب، تتطلع اليه البلاد بروية وهدوء. 

وفي معظم الكوارث الأمنية الآتية من كل حدب وصوب، تبقى الارادة اللبنانية الواعية لما تشهده البلاد من مخاض صعب، هي الضامن لوحدة البلاد في الحقبات الدقيقة الآتية.