IMLebanon

«كوباني» تقلب التحالفات في «اليوم العالمي لغسل اليدين»

تترقّب الأوساط الديبلوماسية نتائج اللقاء الأوّل من نوعه في واشنطن بين قادة جيوش 22 دولة ضمن التحالف الدولي ضد «داعش»، للبحث في الاستراتيجية الفضلى للمواجهة ومستقبل الضربات الجوّية، على وقع تبدّلات دولية تمثلت بتقارب روسي – أميركي استخباري في شأن كوباني وانقلاب تركي على التحالف. فهل من تلازُم بين ما تشهده المدينة الكردية واليوم العالمي لغسلِ اليدين؟

ثمّة من يستغرب الحديث عمّا تشهده «كوباني» وتزامنه مع إحياء منظمة اليونيسكو، «اليوم العالمي لغسل اليدين» في 15 تشرين الأول من كل عام.

في المعادلة نوع من «السخرية السياسية» التي لا بدّ منها عند مقاربة الأزمات الدولية الكبرى.

ففي شكل المواجهة الكبرى وتوقيتها حول مدينة «عين العرب» وداخلها، مشهد من المشاهد الدموية في المواجهة الدولية على الأراضي السورية بين حلفاء النظام ومعارضيه من دون أن ننسى أنّ ما يحدث فيها لا يخلو من أبعاده الإتنية التي تعني الأكراد والأتراك والدولة الإسلامية في آن.

فالعلاقات السلبية التي تحكم العلاقات التاريخية بين أكراد شمال العراق وسوريا الموالين لحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان الموقوف في تركيا، وامتداداتهم العرقية والسياسية داخل الجنوب التركي غيَّرت كثيراً في مجريات العمليات العسكرية في المنطقة.

فـ«داعش» تسعى إلى السيطرة على المنطقة الكردية لتلقين أبنائها درساً قاسياً. فهم الذين ردّوا هجمات المجموعات الإسلامية قبل عامين وحافظوا على نوع من الحكم الذاتي فيها عدا عن احتفاظهم بنسبة عالية من الولاء للنظام في دمشق.

وهو أمر تدركه تركيا التي لا يمكن إلّا أن تكون راضية عمّا يجري بحقّ الأكراد، فهُم من الساعين الى دولة كردية مستقلة، وهو أمرٌ ترفضه تركيا كما رفضَه النظامان العراقي والسوري عندما كانا يمسكان بزمام الأمور على كامل أراضيهما وقبل انحلال السلطة المركزية فيهما.

ففي ظلّ قساوة المعركة الجارية تحت ضغط الهجوم «الداعشي» على أكراد المنطقة، بقي العالم الغربي يتفرّج عليهم، على رغم إسراعه الى إنقاذ كردستان العراق، على وقع دعوات تطلق من كلّ حدب صوب لإنقاذ المنطقة بعملية برّية لوقف الهجوم على كوباني، ولم تتوجّه الأنظار إلّا إلى القوات التركية لتنفيذ العملية.

وعلى رغم المناشدات الدولية لم تتحرّك تركيا، بل عرفت مكانتها ودورها قبل فرض شروطها على العالم والحلف معاً، مكتفيةً بمراقبة العمليات العسكرية بلا أيّ تدخّل.

لا بل كشفَت المصادر الديبلوماسية في أنقرة أنّ السلطات التركية أجبرَت وحدات من «الجيش السوري الحر» على الانسحاب من مواقع قتالية الى جانب الكرد وأجبرَتهم على الإنسحاب الى أراضيها تاركةً عبء المواجهة على الأكراد فحسب، قبل أن تقصف مواقع الأكراد في أراضيها التي تساعد أبناءَ كوباني.

وعلى هذه الخلفيات، طرحت المراجع الديبلوماسية أكثر من علامة استفهام حيال حقيقة الموقف التركي من الحلف والأكراد معاً، ورأت في ما حصل فشلاً ذريعاً للمفاوضات التي قادها المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص ومنسّق التحالف الدولي لمواجهة الدولة الإسلامية الجنرال جون آلين ونائبه السفير بريت ماكغورك في أنقرة عشية لقاء قادة الجيوش المشاركة في الحلف في قاعدة اندروز الجوّية قرب واشنطن.

وعليه، ثبُتَ أنّ تركيا لن تشنّ أيّ عمل عسكري برّي في كوباني ومن بعدها في الداخل السوري، في انتظار تجهيز القوات السورية المعتدلة لتحلّ محلها. كما رفضَت استخدام طيران الحلف لقاعدة انجرليك الجوّية لتقريب المسافات مع أهدافه طالما إنّ العالم لم يقدّم لها «المنطقة العازلة» والتعهّد بإسقاط نظام الأسد.

وبناءً على ما تقدّم، تختم المراجع الديبلوماسية أنّها لا تنتظر كثيراً من اجتماع قادة جيوش الحلف في واشنطن على المدى القريب، فكلّ الخطط التي نوقِشت وستناقش تتحدّث عن تجهيز جيوش بديلة من «داعش» والجيش السوري النظامي الذي لن يُسمح له الإفادة ممّا يحصل للانتقال الى المرحلة البرّية بعد الجوّية، وعلى مدى طويل يمتدّ ما بين 12 و36 شهراً، وهو ما يوحي بأنّ كوباني وجاراتها ستبقى ضحية عملية «غسل يدي تركيا والعالم من أكراد سوريا»، ولكن إلى حين!