أُثير لغط كثير – خارجي بأغلبيته – حول مشاركة «حزب الله» في الحكومة وتسلمه حقيبة وزارة الصحة، وحول كيفية تعاطي الدول معه، اضافة الى تعاطي بعض الاطراف السياسية الداخلية مع المواضيع التي يعتبرونها موضع خلاف مع الحزب وقد تنعكس على الحكومة، وعبّر عن ذلك الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وهو الامر الذي خفف رئيس الحكومة سعد الحريري من تأثيراته بالقول امس الاول: «ان المواقف الاميركية من مشاركة حزب الله غير جديدة ولن تشكل لنا حرجاً».
ويبدو ان «حزب الله» يتعاطى ايضا مع هذه الطروحات ببرودة ومرونة وواقعية، ويضع امامه اولويات عملية مختلفة عن الاولويات السياسية التي يثيرها البعض، وذلك نتيجة قراءة سياسية للوضع الداخلي المأزوم والذي يتطلب عملا منتجا اكثر مما يحتاج الى مناكفات سياسية لا تقدم ولا تؤخر بل توتر الجو الحكومي والسياسي في البلاد.
وفي هذا الصدد، اكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي ان «حزب الله لن يدخل في سجالات او ردود على ما صدر وما قد يصدر من مواقف تتناول مواضيع سلاح المقاومة والعلاقة مع سوريا والضغوط الاميركية وسواها من مواضيع استراتيجية سياسية، خاصة اذا كانت صادرة من خارج اعضاء الحكومة. وان الاولوية لدى الحزب هي تحقيق الاستقرار في لبنان على كل المستويات ومعالجة مطالب الناس ومشكلاتها».
وقال الوزير قماطي لـ«اللواء» رداً على سؤال حول الاولويات التي سيحملها وزراء «حزب الله» الى الحكومة الجديدة: اولويتنا نحن كحزب هي استقرار البلد على كل المستويات لأنه يؤدي الى تثبيت الوحدة الوطنية التي شُكّلت هذه الحكومة على اساسها، وهذه الوحدة يجب ان تؤدي الى الاستقرار اولاً، والى مواجهة الاخطار الخارجية والاعداء الخارجيين لا سيما العدو الاسرائيلي.
واضاف: اما بالنسبة للحكومة، فبرأيي ان الاولوية يجب ان تكون لوجع المواطن وحاجاته، وهي اولوية تطغى على ما عداها بعد ان انتهينا من الاولويات السياسية، لجهة ضرورة الوقوف على معالجة ألم المواطن وتلبية مطالبه لأن الشعب هو الاساس واذا لم نعمل لمصلحة الشعب ومعالجة مشكلاته فلا لزوم للحكومة، خاصة اذا ذهبت للمحاصصات من جديد وللاستئثار وللكيدية السياسية، ساعتها لا داعي لوجود الحكومة، وما اعلنه رئيس الجمهورية في الجلسة الاولى للحكومة، يشير الى اننا خسرنا وقتا كبيرا ويجب ان نربح الوقت الباقي وان نتصدى للمشكلات القائمة، وفي رأس الاولويات التي تكلم عنها الرئيس هي معالجة ازمة الكهرباء، وركز الرئيس على انه يجب ان نتناسى الخلافات السياسية وننكب على معالجة مشكلات البلد.
واضاف قماطي: هذه الروحية تكلم بها ايضا رئيس الحكومة، ونحن ايضا كنا اول من طرح هذه الفكرة. لذلك اختصر واقول ان جو الحكومة جيد شرطا ان تقترن الاقوال بالافعال.
وفي الجانب السياسي، سُئل الوزير قماطي عن المواقف التي صدرت خلال اليومين الماضيين عن الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حول موضوع سلاح المقاومة وحصريته بالدولة ومراعاة الحزب لوضع البلد ورفض موضوع زيارة سوريا وسواها من مواضيع خلافية مطروحة؟ فقال: في كل هذه المواضيع نحن لن ننجر الى جدالات وسجالات سياسية ومناكفات سياسية، نحن الان يهمنا مصالح الناس وراحة الشعب، المواضيع السياسية الخلافية فلندعها الان خارج الحكومة، وكل هذه المواقف صدرت من شخصيات هي خارج الحكومة وليست على طاولة مجلس الوزراء، ولكل رأيه وموقفه وهو حرّ ان يدلي به خارج الحكومة، ونحن لن ننجر الى سجالات ومهاترات سياسية، فنحن نركز على الناس وعلى العمل ثم العمل، لكن اذا تطلبت الامور موقفا فسيُعطى في حينه.
وحول المسار المتوقع لإنجاز البيان الوزاري للحكومة الجديدة؟ قال قماطي: الامور سهلة ان شاء الله، ونتوقعها ان تكون ميسّرة لأن كل الاطراف حريصة الان على ان تصل الى العمل المنتج ونيل الثقة من مجلس النواب وبدء الشغل، أكثر من الوقوف على كلمة من هنا وكلمة من هناك في البيان الوزاري، هذا ما لمسناه على الاقل في الجلسة الاولى للحكومة من كل الفرقاء، ونرجو ان تسير الامور كما نتوقع.