خفايا في قرار إستقالة قرداحي والدعم المعنوي يتجدّد من حزب الله وفرنجية…. لا تراجع
كل الدلائل والاشارات تؤكد بأنّ الازمة الخليجية – اللبنانية الى تفاقم، لان الحلول تبدو بعيدة ولا افق لها اقله في هذه المرحلة، فالانقسامات كالعادة تسود الساحة اللبنانية بين مؤيد ومعارض لأي حل، فمحور الممانعة يرى بأنّ الحلول والشروط التي تضعها الرياض بصورة خاصة لا تتماشى مع الكرامات، فيما المحور الاخر المتمثل بالمعارضة يؤكد على ضرورة إستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، وعلى إستقالة الحكومة لانها اصل البلاء كما قالوا، وهي حكومة حزب الله اي السد المنيع في وجه السعودية ودول الخليج، في ظل تفاقم الاوضاع بين لبنان وتلك الدول، وابرز ما صدر في هذا الاطار بعد ظهر امس، هو دعوة وزارة خارجية مملكة البحرين جميع رعاياها في لبنان الى المغادرة فوراً، نظراً لتوتر الأوضاع فيه مما يوجب أخذ الحيطة والحذر بحسب ما جاء في البيان، وكان سبق ذلك بيان مماثل من دولة الامارات، مع ما اشيع خلال الساعات القليلة الماضية بأنّ مجلس التعاون الخليجي عمّم على دوائر العمل والعمال الأجانب اتخاذ إجراءات ترحيل اللبنانيين المنتمين لحزب الله، مع ما تبع ذلك من مخاوف ترحيل بعض اللبنانيين من الخليج، الامر الذي سبق ان نفاه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بعد مغادرته لبنان.
الى ذلك ابدت مصادر سياسية مواكبة لما يجري في اطار الازمة الخليجية – اللبنانية، مخاوفها من تدهور الوضع الامني في لبنان، في حال تفاقمت الازمة اكثر وحصلت ردود فعل داخلية مذهبية، بفضل الطابور الخامس المتمسّك دائماً باللعبة اللبنانية الهشة والقابلة للاشتعال بدقائق، اي ان تحصل إشكالات وأحداث على غرار ما جرى في الطيونة – عين الرمانة، لكن بشكل اكبر واوسع بكثير، لتشمل عدداً من المناطق المختلطة طائفياً اي من السنّة والشيعة، ليصبح لبنان ساحة جديدة لتصفية الحسابات الاقليمية، مما يعني دفع الاثمان الباهظة للبنانيين كما تجري العادة. خصوصاً انّ البوادر الايجابية غير موجودة ، اذ يبدو الوضع عادياً وليس هنالك من اجتماعات لإيجاد الحل، خصوصاً بعد تصريح وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بأنّ مهمة خلية الازمة قد انتهت، بعد ان طمأن بأنه سيتولى خلية لرأب الصدع مع السعودية ووصفه ما يحدث بالمشكلة لا الازمة، لكن الظاهر والمؤكد هو تمسّك وزير الاعلام بقرار عدم إستقالته، خصوصاً انه تلقى الدعم المعنوي من حزب الله ومن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي ترك له حرية الاخيتار كما قال امام الصرح البطريركي في بكركي، فيما اشار مطلعون على ما جرى، بأنه لم يترك له هذا الخيار بل طلب منه عدم التفكير به، لانه غير مُوافق عليه اي فرنجية. لذا تتخوف هذه المصادر من تفاقم إرتدادات الأزمة الديبلوماسية على الداخل اللبناني، لان لا إستقالة حتى اليوم، لا لقرداحي ولا لميقاتي الذي يتمسّك بموقعه، خصوصاً انه نال الدعم الاميركي – الفرنسي لبقاء حكومته، وجرعة كبيرة للبقاء رئيساً للحكومة ، وفي كلتا الحالتين الوضع لا يطمئن، ففي حال إستقال ميقاتي وهذا مستبعد حالياً، فهذا يعني ان لا حكومة حتى نهاية العهد، الامر الذي سيؤدي الى تطيّير الإنتخابات النيابية المرتقبة، اي المزيد من تأزم العلاقات العربية والدولية مع لبنان، مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات سلبية على الوضع اللبناني عامة، اي اقتصادياً ومالياً وسياسياً مع إنعزال لبنان عن محيطه العربي بصورة خاصة، وإضافة الى كل هذا فالامن مهدّد والإطاحة به لن يكون مستبعداً ابداً، وعندئذ سيكون لبنان في قلب العواصف، ولن يكون لديه اي حليف لإنتشاله سوى محور الممانعة اي سوريا وايران، المرفوضين سياسياً من قبل الفريق الاخر في الوطن.
من جهة اخرى، ورداً على سؤال حول الصمت الذي يلتزم به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حيال الازمة الخليجية مع لبنان، نقلت المصادر المذكورة بأنّ وسيطاً من قبل باسيل نقل رسالة الى مسؤول سعودي، اعلن خلالها رفضه لتصريح الوزير قرداحي، مع تأييد لإستقالته، الامر الذي يشير الى انّ رئيس التيار ينظر الى البعيد، وتحديداً الى البعد الرئاسي، ويعتقد انه بذلك يرسم صورة سياسية جديدة عنه امام المسؤولين السعوديّين، ولذا يلتزم الصمت حالياً في لبنان، ويطلق موقفه الخفي في الرياض، فيلعب دوره السياسي بإتقان، فيما رئيس الجمهورية يقوم بمعالجة الخلاف بالعلن، وعلى مختلف المستويات للوصول الى الحل، وهو لا يريد ان ينهي عهده بالخلافات مع الدول العربية .