IMLebanon

ميقاتي اجتمع بقرداحي: الفرنسيّون يُريدون الاستقالة

وزير الاعلام : فليأتوا بالضمانات! «القضاء شال ايدو»… والعين على البرلمان… وباسيل «مش مقتنع بعد»!

باختصار قالها بالامس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مغادرا بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية: «مجلس الوزرا مش ماشي»، وما لم يقله من القصر الجمهوري، افصح عنه من السراي الحكومي، معلنا انه لا يزال يسعى لحل يؤمّن عودة الجلسات الحكومية، وهو لهذه الغاية تريث بتوجيه دعوة .

 

المعطيات من اكثر من مصدر تؤكد انه حتى اللحظة لم تنجح كل الاتصالات ولا الجولات الخارجية في ايجاد «حل مخرج» يؤمّن عودة الحكومة الى جلساتها عبر حل قضية المحقق العدلي طارق البيطار، فهذا الحل، وكما تؤكد اوساط متابعة، لا يزال مفقودا بعدما «شال القضاء ايدو» من اتخاذ قرار بسحب ملف المدعى عليهم من رؤساء ووزراء ونواب من يده، ولم يبق امام المعترضين الا مجلس النواب عبر اجراء نيابي يؤمّن هذه التخريجة، الا ان هذا الاجراء لا يزال ايضا بعيد المنال، علما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري حدد بعد ظهر الجمعة موعدا لاجتماع لهيئة مكتب المجلس قد يخلص الى تحديد موعد لجلسة عامة، وسط حديث عن ان البحث سيخصص لمواضيع ك «الكابيتال كونترول» وغيرها من الملفات.

 

هل يتطرق النقاش الى امكان ادراج اعادة احياء وجوب ان يضع المجلس يده على الملف عبر اجراء يمهد للاحالة الى المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء؟ مصادر نيابية متابعة تجيب بان الامر مستبعد، لان لا توافق بعد الا اذا نجحت الاتصالات في تأمين اي مخرج.

 

واشارت المصادر الى ان اجتماع الجمعة سيمهد لجلسة تشريعية كان حكي انها ستعقد الثلاثاء مبدئيا، الا ان انعقادها قد يكون الاربعاء او الخميس.

 

اذا «الحل النيابي للمسألة القضائية» لا يزال غير مؤمّن حتى اللحظة، وهو يواجه بعقدتين اساسيتين : اولهما النصاب، وثانيهما التصويت،وحتى لو تأمّن النصاب بتسوية ما ، فالتصويت مشكلة، تقول مصادر متابعة.

 

وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة على جو الاتصالات التي استتبعت اللقاء الثلاثي الذي انعقد في بعبدا ، انه حتى مسألة النصاب غير مؤمّنة بعد، اذ لا يزال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل غير مقتنع بوجوب تأمين النصاب من قبل تكتل لبنان القوي بشقه المختص بنواب التيار الوطني الحر، لا «كتلة ضمانة الجبل» او الطاشناق ، هذا عدا انه في حال تمت اي «تسوية دسمة» اساسها اقتراع المنتشرين للنواب ال6 في الدائرة ال16، وامّن باسيل النصاب، فالاكيد انه حتى اللحظة لن يصوّت مع احالة ملف المدعى عليهم من رؤساء ووزراء ونواب الى المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

 

وفي الاطار نفسه، وردا على ما يحكى عن امكان طرح مقايضة ما قد تفرض بالملف ، علقت مصادر مطلعة على جو بعبدا بالقول: «لا جو مقايضة لدينا، واصلا شروط المقايضة غير متوافرة، وبالمبدأ «مش ماشيين فيا».

 

وتابعت المصادر: عند الرئيس بري هناك مسار كي يستطيع اخذ الملاحقة الى مجلس النواب، سائلة : اين هو هذا المسار فيما لا تزال قضية البيطار بعيدة عن اي حل؟ يبدو ان مسألة وزير الاعلام جورج قرداحي باتت اكثر ليونة، اقله لدى بعض المتابعين للاتصالات، علما ان لدى الثنائي الشيعي معطيات مختلفة.

 

ففيما ، كشفت اوساط متابعة لجو اللقاء الذي حصل امس بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ان الرئيس عون تبلّغ من امير قطر ان ما تطلبه فرنسا لتسهيل حل ازمة لبنان مع الخليج، لا سيما مع السعودية تمهيدا لان يفتح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ملف لبنان في محادثاته خلال جولته الخليجية المرتقبة هذا الاسبوع، هو خطوة تتمثل باستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي ، مؤكدة ان الرئيس عون ابلغ ميقاتي بما سمعه من امير قطر، علما ان ميقاتي كان سمعه شخصيا من الفرنسيين.

 

وتكشف المعلومات ان هذه الرسالة الفرنسية حرص رئيس الحكومة على ان يبلّغها لقرداحي شخصيا، خلال لقاء ثان عقد بينهما يوم الاثنين. وتفيدالمعلومات بان ميقاتي نقل خلال اللقاء لقرداحي ان الفرنسيين طلبوا الاستقالة تمهيدا للحديث مع السعوديين، الا ان رد قرداحي كان باقتراح آخر عرضه على ميقاتي اذ قال :» فليؤمن الرئيس الفرنسي الضمانات المطلوبة من السعودية بان استقالتي تحل المشكلة وتعيد الامور الى طبيعتها، وعندئذ استقيل».

 

وعليه وبغض النظرعما اذا كانت استقالة قرداحي باتت قريبة ام لا، فمصادر مطلعة على جو الثنائي الشيعي تختصرالمشهد الحكومي بالقول: «ما في شي.. ولا اي تقدم»!