Site icon IMLebanon

ثوّار الكورة الخضراء: نحن في قلب الثورة

 

العلم اللبناني يوحّد الجميع

تعيش الكورة الخضراء ثورتها الخاصة، وهي وإن كانت لا تحظى بالتغطية الإعلامية المطلوبة إلاّ أنها تبقى منطقة المفكّر والفيلسوف شارل مالك الذي أطلق ثورة عالميّة على صعيد حقوق الإنسان، فكيف بالنسبة إلى المشاركة في ثورة وطن أوصلته الطبقة السياسية إلى الحضيض.

 

لا يوجد أي منطقة في لبنان خارج دائرة الثورة، فكل المناطق إنتفضت مع بعضها البعض، وأسقطت الثورة كل الحواجز بين المناطق والطوائف، وبالتالي لا يمكن وصف الثورة بأنها ثورة مناطقية أو طائفية أو سياسيّة على رغم أن البعض يحاول حرفها عن مسارها وإلباسها لباساً ليس لها.

 

من مفرق طورزا إلى أوتوستراد كوسبا مروراً بكفرعقا وأميون وصولاً إلى بشمزين وكفرحزير، ومن كوسبا إلى طرابلس، ومن مفرق خان بزيزا، كلها بلدات ومناطق شهدت إعتصامات ولاقت بقية المناطق الثائرة.

 

والملفت أن منطقة الكورة الممثّلة حالياً بثلاثة نواب من قوى “8 آذار” وتكتل “لبنان القوي” كانت تُحسد أيضاً على الوضع الإقتصادي الذي تنعم به، فهذا القضاء يتوسّط أقضية بشري وزغرتا والبترون، وشكّل منذ العام 2011، تاريخ إندلاع الحروب القاسية في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة، منطقة استقطبت الكثير من المحالّ التجارية وأخذت جزءاً من دور طرابلس التجاري.

 

لكن الأوضاع تبدّلت، إذ إنّ لأبناء الكورة أسباباً وطنية وكورانية تجعلهم يثورون، لكن في ظلّ الثورة العارمة تسقط المطالب الخاصة، حسب تأكيدهم، ولا تختلف المطالب في الكورة عن بقية المناطق، إذ تقول إحدى السيدات في كفرعقا “إن نسبة المتعلّمين في قضائنا هي الأعلى في لبنان وبدل أن يكون هذا الأمر عاملاً إيجابياً ينعكس علينا أصبح عاملاً سلبياً، إذ إن طلاّب الكورة يتخرّجون من الجامعات وتصبح وجهتهم السفر إلى الخارج، فانظروا إلى بلداتنا، صحيح أولادنا يعملون في الخليج وأفريقيا وبقية الدول لكن بلداتنا فارغة من الشباب، فوطننا لا يؤمّن فرص عمل لشبابه وبالتالي فإن الهجرة هي السبيل الوحيد لتأمين لقمة العيش. وبالتالي هل نحن نعلّم أولادنا من أجل الهجرة؟ لذلك فثورة أبناء الكورة مباركة مثل بقية المناطق”.

 

من جهة أخرى، فإن الكورة تشهد صباحاً حركة كثيفة، إذ إنّ المواطنين ينزلون إلى المحالّ للتبضّع وشراء اللوازم والحاجات لأن في فترة بعد الظهر تقفل بعض الطرق ويشارك الأهالي في الإعتصامات، ولم يمنع حلول موسم قطاف الزيتون الأهالي من المشاركة في الإعتصامات.

 

ويلفت أحد أصحاب المحالّ التجارية في كفرصارون إلى أنّ “الوضع بدأ بالتدهور منذ سنتين تقريباً، كنا نشعر بالأزمة الإقتصاديّة وبدأت تتراجع المبيعات وصرفنا العمال، لكن وطأة الأزمة الإقتصادية إشتدّت منذ ستة أشهر تقريباً حيث توقّفت أعمالنا وشلّت حركة البلد، وكل ما يُحكى عن حلول إنقاذية لم نرَ منها سوى التراجع إلى الخلف، وبالتالي لم يعد أمامنا إلّا الثورة على هذا الواقع المرير الذي ضرب ربّ العمل والعمّال والمواطنين أينما كانوا”.

 

وتفاعلت الكورة مع كلام إبنها متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة من بكركي، حيث يُحيّي الجميع المطران عودة على كلامه، معتبرين أنه “كلام حقّ يصف الواقع”، فالبلد مثلما قال “مشلول منذ مدّة والناس لا تعمل وما نعيشه أسوأ من 20 فراغاً”.

 

ولا يقتصر قطع الطرق على خط كوسبا – شكّا، بل تعدّاه ووصل إلى الطرق الساحلية، إذ إن كل الكورة تشارك في ثورة الوطن، والجدير ذكره أنّ الكورة كانت تعيش صراعاً سياسياً قاسياً بين اليمين المسيحي واليسار الموالي لقوى 8 آذار، لكن أمام هذا الواقع الجديد توحّدت الكورة بكل أطيافها وألوانها ونزلت إلى الشارع من أجل تحقيق المطالب المحقّة.

 

وفي المقابل، فإن عدداً كبيراً من أهالي الكورة يشاركون في انتفاضة المناطق المجاورة، وتعبيراً عن التمسك بالعيش المشترك فإن طرابلس كانت وجهة بعض المنتفضين في الكورة، للتأكيد على وحدة المسار والتماسك بين البلدات والمناطق اللبنانية كافة بعد سقوط كل الحواجز الطائفية والمذهبية.