عاد الشهيد سمير القنطار إلى معتقله في سجن نفحة الصحراوي، وعاد معه رفاقه الى الاعتصام أمام مكتب الصليب الأحمر الدولي تضامناً معه. أخوه بسام وقف الى جانب محمد صفا الأمين العام لـ «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب»، فيما توزع إلى جانبيهما مجموعة من الأسرى المحررين وممثلو هيئات الاسرى والمحررين من فصائل فلسطينية وأحزاب لبنانية.
صور سمير القنطار رفعت في الشارع الهادئ، الذي لطالما ضجّ بالهتافات وصرخات المطالبة بحرية الاسرى، في اعتصامات ووقفات التضامن التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً. فمن لا يذكر اعتصام «أمهات الخميس» الذي كانت تقيمه لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين؟ ومَن لا يتذكّر النسوة الشاحبات حزناً على فراق أبنائهن، يأتين وسط البرد والحر للتذكير بقضية أبنائهن الأسرى وسط تجاهل الدولة والمجتمع الدولي.
أراد محمد صفا أن يودع «الرفيق سمير القنطار»، كما قال في كلمته، من خلال وقفة رمزية وداعية جمع فيها كل ممثلي الأسرى من لجنة المتابعة الى «الهيئة الوطنية لدعم قضية المعتقلين» الى «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين»، فشكّل ذلك تحية خاصة لسمير أكدتها الكلمات العديدة التي ألقيت.
الاسير المحرر حسيب عبد الحميد لم يتلُ هذه المرة رسالة من سمير، كما اعتاد في الاعتصامات التضامنية السابقة، إنما كانت له كلمة في وداعه. وبسام لم يتلُ كلمته بوصفه أخ الأسير، كما جرت العادة، بل وقف هذه المرة أخاً للشهيد يؤكد الدلالة السياسية للتنديد بجريمة استهداف أسير محرَّر والمعنوية للقاء سمير هنا وأمام مقر الصليب الأحمر الدولي. بدوره، خاطب محمد صفا «رفيق» التضامن بحّار فلسطين الذي أبحر على زورقه الأبدي نحو عشقه الأبدي، قبل أن يعلن السعي لأن يتحوّل 22 نيسان (يوم اعتقال سمير) من «يوم الأسير العربي» إلى «يوم الشهيد العربي».
قال كثر أمس «لو أن سمير على قيد الحياة»… لكنهم أنفسهم لم يتردّدوا للحظة في اعتبار شهادة زميل الاعتقال، الذي لم يشأ إطالة فراق فلسطين، بمثابة وسام يعلّق على صدورهم.