IMLebanon

الفيدرالية الكردية تشعل مخاوف في لبنان سليمان يحدّد الأخطار في مذكرة إلى بان

سارع الرئيس السابق ميشال سليمان شأنه شأن النائب وليد جنبلاط الى اطلاق التحذيرات الاولى من احتمال تقسيم سوريا على اثر اعلان الاكراد نظاما اتحاديا فيدراليا في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال سوريا محذرا من ان لبنان سيكون الخاسر الاكبر لحظة البدء في ترسيم مستقبل المنطقة، فيما قال جنبلاط ان الفيدرالية هي بداية تقسيم سوريا. غياب رئيس الجمهورية في محطات كهذه يبدو قاتلا لانه يغيب صوت لبنان وكلمته في المحافل الاقليمية والدولية على نحو يفيد افرقاء باجنداتهم الاقليمية او الداخلية الخاصة. وفي غياب رئيس للجمهورية وحكومة يصارع رئيسها تمام سلام للمحافظة على الحد الادنى من تماسك البلد، يصعب ان يكون للبنان الغائب عن اي طاولة مقررة في الخارج كلمة واحدة يقولها في استحقاق خطير من نوع احتمال تقسيم سوريا او ان يحذر من مخاطره على لبنان. فهناك قلق مما يرسم للمنطقة فوق الطاولات او وراء الكواليس وهناك تحذير من تقرير امور فيما لبنان عاجز عن اي موقف يخدم مصلحته كبلد متنوع ومتعدد. والفيدرالية المعلنة من الاكراد السوريين اشعلت ضوءا احمر بالنسبة الى اوساط سياسية عدة في لبنان. ما اقدم عليه الاكراد لم يجد صدى ايجابيا بين بعض دول المنطقة لا سيما تركيا وايران اللتين تخشيان من حكم ذاتي للاكراد السوريين تنتقل عدواه الى اراضي كل منهما، او لدى الدول الكبرى المؤثرة انطلاقا من اقتناع بان روسيا تركز على سوريا الموحدة كأولوية لكن ليس واضحا اذا كانت الفيدرالية او تقسيم سوريا هي الخطة البديلة شأنها شأن الاميركيين في هذا الاطار. ومع ان للافرقاء السوريين مواقفهم الرافضة فان رفض النظام يثير شكوكا في صحته انطلاقا من اقتناع انه يفضل تقسيم سوريا في ظل عدم قدرته على استرجاع السيطرة عليها خصوصا انه استطاع بمساعدة الروس وايران والميليشيات الشيعية اقتطاع منطقته تحت عنوان ما يعرف بسوريا المفيدة التي يرفضها افرقاء في المعارضة كما يرفضون الحكم الذاتي للاكراد انطلاقا من ان اللاذقية تضم سنة اكثر من العلويين فيما طرطوس مدينة سنية في الاساس ويبقى الخلاف كبيرا على دمشق.لكن ايا يكن موقف هؤلاء الافرقاء فان ما اقدم عليه الاكراد السوريون اطلق نذيرا قويا لدى بعض الشخصيات اللبنانية كالرئيس سليمان والنائب جنبلاط باعتبار ان ما اقدم عليه الاكراد السوريون هو خطر يلوح في الافق. ويكشف الرئيس سليمان لـ”النهار” انه يعتزم تقديم مذكرة للامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الذي يزور لبنان في الاسبوع المقبل كما للدول المؤثرة تشرح كيف انه من مصلحة لبنان المطالبة بحل سياسي يقوم على وحدة سوريا باعتبار ان تقسيم سوريا من اي نوع او تحت اي مسمى كالفيدرالية او دولة اتحادية يمكن ان تؤثر على لبنان ويضغط عليه انطلاقا من ان كيانا مذهبيا اكان كانتونا او ادارة ذاتية على حدوده من شأنه ان يهدد التنوع الذي تناقضه الكيانات المذهبية او الكيانات العنصرية من حوله كما يهدد الصيغة اللبنانية التي اثبتت متانتها. المذكرة لن تقتصر على المطالبة بحل سياسي لسوريا لا يؤثر سلبا على جيرانها فحسب وعلى الهواجس اللبنانية مما هو مطروح بل تشمل ايضا ضرورة العمل على ترسيم الحدود مع سوريا ما دام مصيرها مطروحا على البحث الى جانب ضرورة نشر مراقبين على الحدود والتخطيط لبرمجة عودة اللاجئين في اطار مواكبة الحل السياسي الى جانب ضرورة ايلاء موضوع التعويضات للبنان على الخسائر التي تكبدها والتي سيستمر في تكبدها خلال السنوات المقبلة اذا اخذ في الاعتبار ان اللاجئين لن يعودوا في فترة قصيرة.

ولا تبدو المخاوف على لبنان من تقسيمه في الواقع انطلاقا من ان اعادة رسم الخرائط في المنطقة سينسحب عليه حكما على غرار ما حصل في اتفاق سايكس – بيكو قبل مئة عام وقد غدا احتمال التقسيم صعبا ان لم يكن مستحيلا اكثر من اي وقت مضى على غير ما كان زمن الحرب حين كان الفرز الطائفي قائما بين المناطق باعتبار ان هذه لم تعد هي الحال راهنا في ظل تداخل بين الطوائف. لكن التقسيم او الفيدرالية في حال طرحها من شأنها ان تأتي بقوة على حساب المسيحيين. وقد فهمت الفيدرالية التي اعلنها الاكراد السوريون ولو ادرجوها من ضمن دولة اتحادية تقسيما انطلاقا من اقتناع بان الفيدرالية في سوريا لن تعتمد النموذج السويسري او الاميركي بل ستكون ادارة طائفية بغض النظر عن طبيعة الاختلاط الذي قد يبقى في بعض المناطق السورية كما قال الاكراد عن التنوع في مناطق سيطرتهم. في حين ان التقسيم بالنسبة الى سوريا او حتى الفيدرالية انما تعني نشوء كانتون مذهبي يرجح ان يكون علويا على الحدود بما يحشر لبنان ويضيق عليه اللهم باستثناء “حزب الله” الذي اثار بـ”تنظيفه” منطقة القصير والقلمون على الحدود ووصل مناطق النظام بمناطق وجوده في لبنان التكهنات حول اخذه مثل الاحتمالات المطروحة في الاعتبار خصوصا في ضوء ما قاله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في احد خطبه من ان مشاركته في الحرب السورية كقوة اقليمية انما هي في اطار حفظ او حجز مقعد في تقرير مستقبل المنطقة. فسوريا المتنوعة او المتعددة تبقى عمقا افضل للبنان من كانتون علوي. علما ان البعض قد يرى في التحالف الاقلوي مع النظام السوري عكس ما يخشاه كثر بالنسبة الى لبنان والمسيحيين في شكل خاص.