Site icon IMLebanon

الأكراد يفتتحون مسلسل الفَدْرَلَة؟

إنّه الحدث المفترق. ليس بالنسبة إلى سوريا وحدها، بل لكونه يشمل عدداً من الدول الأساسيّة والتاريخيّة في المنطقة العربيّة.

أكراد سوريّا لم يضيِّعوا الفرصة. سارعوا في التوقيت المناسب الى فتح باب “الفَدْرَلَة” على مصراعيه، وقبل أن تستيقظ المنطقة من مفاجأة الرئيس فلاديمير بوتين.

وإذا كانت البداية قد انطلقت من الشمال السوري حيث معظم الثروات الطبيعيّة والتي تتقدّمها خيرات المياه والبترول، فان هذه الخطوة المدوِّية لن تبقى مجرَّد حدث عابر، أو مناسبة موقّتة للتحليل والتبصير. إنها تحمل في طيّاتها مؤشّرات خطيرة إلى متغيّرات قد تكون المنطقة ساحتها في المقبل من الأيام.

لا حاجة إلى الغوص في أبحاث تتناول أوضاع بعض الدول العربيَّة، وتداعيات أحداثها، واحتمالات “شمولها” بمفاجآت من “نسل” مفاجأة الشمال السوري.

فالهجمة الكرديَّة على اقتناص الفرص الذهبيَّة كانت متوقّعة ومٌنتظرة، وإن لم يكن بهذه العجلة وبهذا الاستعداد الكامل لاعلان “الشمال” ناحية لامركزية، أو قضاء، أو مساحة معيِّنة. لكنها حصلت، مقرونة بتوريات لن تدوم إلى أبعد من لحظة العبور إلى برّ الأمان، وحدود الأمان، وفيديراليّة الأمان.

ليس مستبعداً أو مستغرباً إن تحرَّكت، في “الوقت الضائع”، أحلامٌ مكبوتة لدى فئات سوريّة تمنِّي النفس بفرصة مماثلة للفرصة الكرديّة، لكي تشمِّر عن سواعدها وتقدم على إعلان قرانها على لامركزية “مفدرلة” على غرار اللامركزية الكرديَّة.

أوَّل الغيث قطرة. وأوَّل المسيرة في اتجاه التغيير خطوة. وأوَّل القرارات التاريخيَّة كلمة. وأوَّل الانفصال إعلان الزواج من اللامركزيَّة متوأَمةً مع الفيديراليّة. وأوَّل الفيديراليات السوريَّة كرديٌّ بكل تفاصيله وتطلّعاته. شمالي الهوى. قريب من كل ما يلغي المسافات والمساحات مع مناطق كرديّة أخرى تنتظر بدورها هذه اللحظة بشوق عظيم.

لا بدَّ أن تنفتح شهيّات فئات متعدَّدة داخل سوريا، وربما داخل دول عربيّة أخرى، على التشبُّه بالأكراد، والاقدام على مثل ما أقدموا عليه.

هذا ما قصده وعناه كبار المحلّلين والخبراء حين تحدَّثوا عن خريطة جديدة، وشرق أوسط جديد، ومتغيِّرات أساسيَّة على أوسع نطاق ضمن هذه المنطقة التي لم تعرف الاستقرار الطبيعي والفعلي منذ اقدام اليهود على سرقة فلسطين، ومنذ توالت الانقلابات العسكريّة لتلد المزيد من الأنظمة الديكتاتوريّة.

من غير الأكيد وجود أسباب وموانع تحول دون تحرّك شعوب مكبوتة ومضطهدة في دول معروفة. كما ليس هناك ما يحول دون وصول موكب الشرق الأوسط الجديد، وخريطته، وتوزيعاته، الى الديار الإيرانيّة.

بل إلى حيث “يطمح” الاتفاق الدولي وتوزيعاته “الفيديراليّة”.