IMLebanon

أسئلة الكويت… وإبراهيم المُحرَج

 

ما عسى اللواء عباس ابراهيم يقول للمسؤولين في الكويت حين يُسأل اليوم لمَ انحدر الوضع الاقتصادي في لبنان الى هذا المستوى الكارثي؟ وكيف يفسَّر سيره الانتحاري عكس مصلحته الوطنية وضد نظام المصلحة العربية؟

 

شاطرٌ عباس ابراهيم، وتولى مهمات أمنية حساسة تكلل معظمها بالنجاح. ويُقرُّ من يعرفونه عن كثب بانفتاحه وقدرته على الحوار ومحاولته التوفيق بين مصلحة الدولة والهوى السياسي، بيد ان ترتيب التفاهمات والمحصاصات بين الأفرقاء اللبنانيين مختلف جوهرياً عن كشف حساب عسير أمام الأصدقاء والمانحين.

 

لم تقصِّر دولة الكويت يوماً في مساعدة لبنان. لكنها اكتشفت منذ سنوات طويلة ان سلطتنا الفاسدة لا تؤتمن على استثمار أو وديعة ولا تنفذ مشروعاً، إلا بعد نهب ما تيسَّر من القروض الميسَّرة التي لم يبخل بها الصندوقان الكويتي والعربي، لذلك لجأت الى التلزيم المباشر للمشاريع واستنكفت عن وضع فلس واحد في يد مسؤول رسمي.

 

يحتاج لبنان اي قطرة ماء تمنع موت الاقتصاد في زمن إفلاس الدولة المعلن. لكن على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الفاشلة عدم اعتبار رحلة الكويت اختراقاً خليجياً يستحق التصفيق، فالرهان على التمايز الكويتي – السعودي وهْمٌ يجب ألا يُغذي أحلام السلطة ومشغليها في قوى 8 آذار، والأوكسجين المرغوب لتمرير مرحلة ما قبل الانتخابات الأميركية أكبر بكثير من جرعة مشروطة أساسها الشفقة على الشعب الشقيق، وليس التضامن مع “منظومة” فاسدة خربت البلاد على مدى ثلاثة عقود، ولا مع سلطة سياسية موالية بكل رئاساتها للمحور الايراني ومتناقضة مع مصالح دول الخليج.

 

يمكن ان نتصور الإحراج الذي يواجهه اللواء ابراهيم وهو يُسأل عن تفسيرِِ طلبته الكويت رسمياً وطال انتظار الرد عليه عن “خلية العبدلي”، التي حَكَمَ القضاء الكويتي بتورط “حزب الله” مع أفرادها الكويتيين، مثلما يمكن أن يحمرَّ خجلاً لدى سؤاله عن علاقة “الحزب” بالحوثيين وتهليله لاستهداف المملكة السعودية بالصواريخ، فيما الكويت منخرطة بالتحالف العربي في اليمن.

 

ولنفترض ان الكويت اعتبرت تدخلات “حزب الله” جزءاً من الصراع الاقليمي، فلا جواب لدى عباس ابراهيم عن سرقة الودائع وتواطؤ حاكم مصرف لبنان مع تحالف حرامية المصارف والطبقة السياسية، ولا تبرير يقدمه عن عدم إقدام حكومة “البروفسور” الممتلئ من نفسه على اي خطوة إصلاحية تعطي المجتمَعين العربي والدولي الانطباع، بأن هناك من يعمل لاخراج لبنان من عنق الزجاجة ويستحق تقديم يد العون اليه. وسيُدهش عباس ابراهيم حتماً لو رغب الكويتيون في العودة عشر سنوات الى الوراء وأطلعوه على محضر اجتماع جبران باسيل بنظيره وزير النفط الكويتي في حضور مستشاره سيزار أبي خليل.

 

يُشكر عباس ابراهيم على جهوده، لكن يتوجب عليه تذكير أهل السلطة أنّ لمعاودة الدخول المريح الى مساعدات الخليج باباً عريضاً هو الباب السعودي، ولا مجال لولوجه ما دام قرار لبنان الرسمي رهينة “حزب الله” والمحور الايراني… قد يستطيع استصراخ مروءة الكويت والهامش السياسي الذي ترغب التحرك فيه، لكنه لن ينقذ مركباً خانه ربابنته ويتوجب إقفال كل الثقوب فيه.