لا شك في أنّ الصحافة اللبنانية “متهمة” بحبها لدولة الكويت وللقيادة في هذه الدولة الشقيقة، وحكامها وفي طليعتهم أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي له تاريخ حافل في مساعيه الحميدة منذ بداية الحرب الأهلية في لبنان (1975).
صحيح أنّ دوره كان مسانداً لدور المملكة العربية السعودية التي حققت “اتفاق الرياض” أيام كان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز ولياً للعهد في ولاية الملك خالد بن عبدالعزيز (في العام 1976)، ولكنه كان دوراً مميزاً.
منذ زمن بعيد والزيارات الرسمية من كبار المسؤولين اللبنانيين لم تنقطع الى الكويت.
وأيام اللجنة العربية السداسية بذلت الكويت جهوداً كبيرة في سبيل لبنان، وتلك كانت تمهيداً لـ”اتفاق الطائف”.
والزيارة التي يقوم بها اليوم فخامة الرئيس ميشال عون الى الكويت ستكون مدار ترحيب في الكويت حيث الجالية اللبنانية هناك من أهم الجاليات خصوصاً وأنّ فيها مهندسين ومقاولين كباراً أسهموا في بناء الكويت التي هي أوّل بلد نفطي في المنطقة… ما وفّر لها أموالاً طائلة وهي البلد الذي كان صغيراً في إمكاناته وعدد سكانه كان محدوداً كذلك.
إنّ دولة الكويت لا تزال الدولة العربية الوحيدة التي تقدّم مساعدات للصحافة اللبنانية من دون أي جزاء أو شكور… ولم يسجّل أنّ الكويت طلبت من أي صحافي أي موقف أو مقال…
الى ذلك، فإنّ الكويت بلد ديموقراطي لديه الموالاة والمعارضة أيضاً ويشهد برلمانه مناقشات مهمة جداً… وفي هذا المجال يقوم شبه بينه وبين لبنان.
كما أنّ أمير البلاد كان وزيراً للخارجية في أطول مدة ممكنة (عميد وزراء الخارجية في العالم).
وللكويت يد وبصمة في معظم المشاريع الكبرى العائدة للدولة اللبنانية، مثال تمويل الكهرباء، وإن كان مقابل فائدة ولكنها محدودة جداً في حدود الواحد في المئة… والصندوق الكويتي لم يتوقف عن عرض أفضل الخدمات على الرسميين اللبنانيين استعداداً لتمويل المشاريع التي يحتاجها لبنان في مختلف مجالات الإنماء والتطوّر.
وما يهمّنا من زيارة فخامة الرئيس أن يستفيد لبنان من محبة الكويت للبنان خصوصاً في مجال الكهرباء، فليت ذلك يتم الاتفاق عليه في جملة ما قد يتم التوصّل إليه من مشاريع واتفاقيات… فيكون، ولو لمرة واحدة، قد تم إنجاز مشاريع لمصلحة البلاد والعباد.
عوني الكعكي