IMLebanon

المبادرة الكويتية أكثر من جيدة… ولكن !!  

 

 

لا أحد يشك بمحبة حكام الكويت تاريخياً للبنان، حيث كان المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح أيام الرئيس سليمان فرنجية يصيّف كل سنة في لبنان، وتحديداً في رأس الجبل في عاليه حيث بنى قصراً فخماً. كذلك فعل حكام قطر حيث بنوا قصوراً في عاليه وبين عاليه وبحمدون.

 

وأهل الكويت من أوائل أهل الخليج الذين كانوا يأتون الى لبنان لقضاء فصل الصيف بين عاليه وبحمدون وحمانا حتى انهم أصبحوا من أكبر المالكين في تلك المناطق.

 

بالنسبة لمجيء وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، فإنّ زيارته بمبادرة طيّبة تدل على اهتمام دولة الكويت بالعلاقة مع لبنان. لكن المطالب التي جاءت في رسالة المبادرة الكويتية حول تنفيذ القرارات الدولية ومنها القراران 1559 و1701 هي مشكلة لبنان الحقيقية، لأنّ الذي يحكم لبنان ليست الدولة اللبنانية ولا الجيش اللبناني بل الحزب العظيم.

 

وبعودة الى التاريخ، يمكن القول إنّ الخطأ الكبير الذي ارتكبه العرب بحق لبنان كان عام 1969، يوم أُجْبرَ لبنان على توقيع اتفاق مع الفلسطينيين هو «اتفاق القاهرة» الذي سمح بقيام دولة ضمن دولة والذي أدّى الى احتلال إسرائيلي عام 1982 لأوّل مرة في تاريخ إسرائيل، لقد دخل الجيش الاسرائيلي واحتل أول عاصمة عربية هي بيروت بعد حصار دام 100 يوم، حيث كانت المدفعية الاسرائيلية تدك بيروت من بعبدا… كما كان الحصار براً وجواً وبحراً، وكانت الطائرات الاسرائيلية تمطر مدينة بيروت بقذائفها وصواريخ طائراتها، وكانت البوارج الاسرائيلية تقصف بيروت من البحر. ويقال إنّ عدد القذائف التي سقطت على بيروت في حصار 1982 كانت أكثر من القذائف التي سقطت على برلين في الحرب العالمية الثانية.

 

الاحتلال الاسرائيلي للبنان كوّن مقاومة، وهذا شيء طبيعي، وهكذا دخلت ايران على الخط عام 1983 حيث بدأت بإنشاء حزب تابع لها وخصصت الملايين لا بل المليارات لدعمه تحت ستار محاربة وطرد اسرائيل من لبنان.

 

بالفعل استطاعت المقاومة ومعها شعب لبنان وبالأخص أهل الجنوب، من المسيحيين والمسلمين، محاربة اسرائيل، حيث تم التحرير في عام 2000، وكانت أول دولة عربية تستطيع إجبار اسرائيل على الانسحاب.

 

بعد عام 2000، أي بعد التحرير لم يلتزم الحزب بأن يكون ضمن منظومة الدولة اللبنانية، وكان رافضاً الانخراط في الجيش او في ما يسمّى «الاستراتيجية الدفاعية».

 

ومنذ ذلك التاريخ والبلد واقع تحت سيطرة ميليشيا الحزب وسلاح الحزب حيث دخلوا الى المجلس النيابي كما دخلوا الى الحكومة. وكانت لا تتألف حكومة إلاّ بعد موافقة الحزب، ولا يأتي رئيس للحكومة إلاّ بعد موافقته أيضاً، وحتى عندما كانت جماعة 14 آذار أكثرية في المجلس النيابي ومعهم 85 نائباً لم يستطيعوا أن يحكموا.

 

حتى رئيس الجمهورية لا يمكن وصوله إلاّ بعد موافقة الحزب، وهذا ما جرى يوم انتخاب الرئيس ميشال سليمان بعد تعطيل هذا الاتفاق أكثر من سنة. ومرة ثانية، عندما بقيت البلاد لمدة عامين ونصف عام من دون رئيس، كما قال السيد حسن يومها: «يا ميشال عون يا ما في انتخابات».

 

باختصار، أكثرية اللبنانيين مغلوبون على أمرهم، لأنّ الحاكم الفعلي للبنان هو سلاح الحزب.

 

لذلك يجب على العرب أن يراعوا هذه الحقيقة بانتظار أن يأتي حل من السماء، وهذا مطلب أصبح عند جميع اللبنانيين بأن تنتهي سيطرة الحزب وتعود الشرعية لتكون الحاكم الوحيد في لبنان، وأننا ندعو العزيز الجبار أن يكون هذا اليوم قريباً.