IMLebanon

الرّسالة الكويتيّة » وقد أُعْذِرَ من أَنْذَر«

 

 

نأمل أن تبقى الشقيقة الكويت تلعب دور الوسيط بين لبنان ودول مجلس التّعاون الخليجي حتى يقضيَ اللهُ أمراً كان مفعولاً، تماماً مثل الدّور شديد الأهميّة الذي لعبته في قمّة الأزمة بين دول الخليج وقطر، فالكويت لعبت دائماً الدّور الأكبر واحتلّت المرتبة الأولى ـ وإن ظلمتها دائماً الدّعاية اللبنانيّة ـ في دعم لبنان وتمويل معظم مشاريع إعادة إعماره وتمويل الكثير من مشاريع مدنه وقراه وسهوله وجباله، وإن كنّا نُدرك أنّ هذا الأمر قد يكون صعب التحقيق لأنّ الكويت وبصرف النّظر عن استهدافها بتجارة الكبتاغون تعرّضت مراراً للكثير من دسائس حزب الله وتسلّله إليها بتشكيل خلايا المؤامرات.

 

عمليّاً يُدرك المعنيّون في دول مجلس التّعاون الخليجي ببنود الورقة التي حملها وزير الخارجيّة الكويتي إلى لبنان استحالة تطبيقه لأيّ بند من البنود المطلوب منه تنفيذها حتّى وإن سعى على لسان مسؤوليه إلى خداع الدّول المعنيّة بالتزامه تطبيق هذه البنود التي فشلت حتّى القرارات الدّوليّة في فرض تطبيقها، فهل تظنّ دول الخليج أنّ لبنان قادر مثلاً على »بسط سيطرته وبسط سيطرة السلطات الرسمية اللبنانية على كافة منافذ الدولة«، عن أيّ دولة تتحدّث الورقة التي حملها وزير الخارجيّة الكويتي؟ ثمّ لا يجهل الأشقّاء في الخليج أنّ هذا البند مطلب لبناني بُحّ صوت اللبنانيّين وهم يطالبون الدّولة بنشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانيّة الشرقيّة وهي أخطر منفد يمتد عبر سوريا وبرعاية نظامها الذي كلّفته دول الخليج مهمّة صلة الوصل بينها وبين إيران ووصيّاً على لبنان منذ عقود فاستخدم هذه المعابر لإدخال الصواريخ الإيرانيّة إلى لبنان آتية منها عبر العراق، مثلما يعلمون تماماً أنّ هناك عشرات الطرق غير الشرعيّة الشّرقيّة ممنوع منعاً باتّاً أن تبسط الدّولة سلطتها عليها!!

 

وتعرف دول الخليج المعنيّة أنّ الحديث عن »سياسة النّأي بالنّفس« كان بدعة اخترعها نجيب ميقاتي رئيس الحكومة الحالي يوم كان رئيس حكومة «القمصان السّود« ، وأنّ هذه البدعة سقطت سقوطاً مريعاً عندما تلقّى حسن نصرالله أمين عام حزب الله أمراً عاجلاً من «وليّه الفقيه» مرشد الجمهوريّة علي الخامنئي لمنع سقوط بشّار الأسد ونظامه، وأنّ مهزلة النّأي بالأمس سقطت إلى الأبد منذ صدرت الأوامر بتدخّل ودخول حزب الله كلّ العواصم التي سقطت بيد إيران لدعم ميليشياتها الشيطانيّة في مهام زعزعة أمن دول الخليج العربي، ومع الأسف المخطّط الإيراني لبيروت ودمشق وبغداد واليمن كان معلناً خطوة بخطوة وإنّ اختبأ في عباءة الدّين، بل أكثر من ذلك كان بإمكان عاصمة السعوديّة الرّياض تدارك وصول الصواريخ الإيرانيّة الباليستيّة إلى سماء مدنها لو أنّها تداركت ما حدث في صعدة منذ تسعينات القرن الماضي وقيام »الشّباب المؤمن« في اليمن، أو لو لم تتدخّل لإنقاذ الرّئيس اليمني المخلوع الذي عاد وانقلب عليها وتحالف مع الحوثيّين متآمراً للعودة إلى السّلطة، لكن للأسف جاءوا إلى لبنان وبعد فوات الأوان مطالبينه بالتزام »خدعة سياسة النأي بالنفس يجب أن تكون قولاً وفعلاً« التي اخترعها اللبنانيّون علّهم يتجاوزون التورّط في الحرب السوريّة، ولكن جرّ حزب الله لبنان جرّاً للخوض في وحولها ودمائها!

 

وهل يُصدّق المسؤولون الخليجيّون أنّ لبنان قادر على «وضع إطار زمني محدد لتنفيذ قرارات مجلس الأمن: «رقم 1559 (2004) والخاص بنزع سلاح الميليشيات في لبنان، والقرار رقم 1680 (2006) بشأن دعم سيادة واستقلال لبنان السياسي والتأييد التام للحوار الوطني اللبناني، والقرار 1701 (2006) الخاص بسلاح حزب الله ومنطقة الجنوب اللبناني وفق المبدأ الأساسي في سيطرة الدولة على وجود السلاح خارج سلطة الحكومة اللبنانية»؟ يا جماعة الخير، مجلس الأمن الدّولي عجز عن تنفيذ هذه القرارات أو تطبيقها أو التقدّم خطوة واحدة على طريق تطبيقها، تمهّلوا قليلاً ورفقاً بلبنان، ونقترح عليكم أن تسعوا لدى أصدقائكم الدوليّين لوضع هذه القرارات تحت الفصل السابع حتى يصبح الكلام ممكناً عن تطبيقها.

 

أمّا عن تدخّل حزب الله في الشؤون الخليجية بشكل خاص والشؤون العربية بشكل عام، فنقول لكم من المستحيل أن تستطيع الدّولة اللبنانيّة منع حزب الله من التدخّل لأنّ المتدخّل الحقيقي هو إيران عن طريق استخدامها هذه الأداة أو تلك، حزب الله » عبد مأمور« عند إيران لا أكثر ولا أقل، وبما أنّكم تتواصلون مع إيران وتتزاورون وتتفاوضون وتتغازلون إطلبوا منها كفّ يدها وعدم التدخّل في الشؤون الخليجيّة، فحزب الله إيراني، والحوثي إيراني، والصاروخ الذي يطلق من اليمن صاروخ باليستي إيراني، فعليكم بإيران أصلحكم الله لأنّ الاستقواء على الضعيف حرام ولبنان بلد ضعيف »ومكتّر«!