يفتح الديبلوماسي الأقدم في منطقتنا امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح الباب لمجموعة من الحلول لمشاكل معقدة ومتراكمة تنذر بالمزيد من الانهيارات في المنطقة العربية اذا لم تتوافر لها خريطة طريق تسلكها نحو نزع فتيل التفجير الشامل. فقد بدأت هدنة يمنية تسبق عملية التفاوض لإنهاء حال النزاع والحرب في اليمن والتي تعكس الصراع العربي- الايراني. وهذا الصراع يتجسد في اكثر من بلد وساحة من سوريا ولبنان الى اليمن والبحرين، بعد محاولات سابقة للعب بالامن في السعودية وفي الكويت نفسها. وقد بات متعذراً توفير الحلول في اكثر من بلد خارج تسوية شاملة من مثل لبنان وسوريا واليمن. وتعتبر اليمن أكثر استراتيجية من غيرها لانها على حدود المملكة العربية السعودية، ولها الاولوية على سوريا فلبنان.
وتتميز المفاوضات اليمنية المرتقبة في الكويت عن محادثات جنيف السابقة بأنها تأتي بعد بدء مفاوضات مباشرة بين الحوثيين والسعودية، ناهيك عن الضغوط التي بدأ يمارسها المجتمع الدولي فعلاً على كل الأطراف من دون استثناء بضرورة وقف الحرب والعودة الى الحوار وإنهاء الأزمة.
فقد أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاسبوع الماضي ان وفداً من المتمردين الحوثيين اجرى محادثات في الرياض قبل وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام الجديدة بين اليمنيين. وقال للصحافيين: “أعتقد أننا حققنا تقدما جيدا. والمفاوضات معهم قائمة بهدف إيجاد مخرج سياسي للازمة في اليمن”.
وتبادلت السعودية والحوثيون المدعومون من إيران اخيرا معتقلين من خلال وساطة قبلية لتخفيف حدة التوتر على طول الحدود بين البلدين.
في المقابل، أكد الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي أن الحكومة ستشارك في المفاوضات المقرر اجراؤها في الكويت فى 18 الجاري لمد يد السلام وانهاء المعاناة التي يتعرض لها الشعب اليمني.
ما الذي يدفع هذه المفاوضات قدماً، ولماذا في الكويت؟ اولا تبرز الحاجة لدى جميع الاطراف الى المضي في عملية سلام وإعادة لملمة الصفوف لتخطي الازمات العسكرية والامنية والسياسية وخصوصا الاقتصادية. وتبرز اهمية الكويت ثانياً في انها دولة خليجية تلتزم قرارات مجلس التعاون الخليجي ولم تقطع علاقتها قط بايران مما يجعل دورها مقبولاً اكثر من دول اخرى منها سلطنة عمان التي تميل احياناً لمصلحة ايران. وثالثاً ان الديبلوماسية الكويتية لم تتدخل في أي شأن خارج حدودها قبل ان تضمن الرعاية الدولية والاقليمية للمسار الذي تسلكه.
من هنا يبرز حجم التفاؤل المتنامي بانطلاق حل من البوابة اليمنية، يدق ابواب سوريا، ويصل الى لبنان. وقد يكون هذا الامر هو الذي دعا الرئيس نبيه بري الى القول في القاهرة انه يرى ضوءاً وأملاً في نهاية النفق الرئاسي، وهو الامر الذي يدفع متفائلين في لبنان الى الاعتقاد بأن شهر ايار سيكون موعد كل الاستحقاقات الانتخابية.