Site icon IMLebanon

نقص الارادة السياسية  أم ترتيب الإخراج ؟

عملية التفاوض بين ايران ومجموعة ٥١ على الملف النووي تصل في المحطة الأخيرة الى ما كان مكتوباً على جدار المحطة الأولى. ففي بداية التفاوض قال الخبير في مؤسسة كارنيغي لدراسات السلام كريم سادجابور: لا أرى كيف يمكن الحصول على حل تقني لصراع سياسي. وعشية الموعد المحدد للاتفاق النهائي يعترف الرئيس باراك أوباما بما اعترف به وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، وهو: وصلنا الى مرحلة في المفاوضات لم يعد الأمر فيها مرهوناً بقضايا تقنية بل بارادة سياسية. لكن كل طرف يطلب بالطبع من الطرف الآخر أن يبرهن عن ممارسة ارادته السياسية باتخاذ القرار السياسي الذي يقود الى الاتفاق. والبعض يقول إن القرار السياسي متخذ، وإن ما تفعله واشنطن هو ترتيب الاخراج المريح لإعلان الاتفاق.

وليس تلويح كل من واشنطن وطهران بالخروج من المفاوضات سوى جزء من الإخراج. فالبدائل من الاتفاق صعبة وخطرة على الطرفين وحتى على الأطراف التي تتخوف من الاتفاق. وموجز ما بلوره النقاش الذي دار في أميركا بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس ضد أي اتفاق، هو أمران: أولهما ان خيار العقوبات لم يمنع ايران من تطوير برنامجها. وثانيهما ان الخيار العسكري يقود الى حرب في المنطقة من دون أن يكون مضمون الفاعلية لما يتجاوز تأخير المشروع سنتين، ويدفع طهران الى العمل الجدي لانتاج سلاح نووي. والأولوية في ايران هي للتخلص من العقوبات من أجل معاودة النهوض الاقتصادي والقدرة على تلبية حاجات المواطنين في الداخل وتحمل نفقات المشروع الاقليمي.

ذلك أن ما ربحته أميركا في الاتفاق المرحلي هو تجميد البرنامج النووي. وما ربحته طهران هو تكبيل أيدي أميركا في مواجهة التمدد السريع لنفوذها بسبب رهان أوباما على الاتفاق. وقبل ذلك، فإن المشروع الايراني الذي له رأسمال ايديولوجي مهم حصل على رأسمال اضافي هو الغزو الأميركي للعراق.

لا بل ان الجمهورية الاسلامية تفاخر حالياً بأن نفوذها كبير في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. وهي تخوض على الأرض مباشرة وعبر التنظيمات الموالية لها حرب سوريا وحرب العراق، كما تدعم انقلاب الحوثيين في اليمن، وتمسك بأوراق قوية ومؤثرة في لبنان. فما يسود خطابها وخطاب حلفائها حالياً هو لهجة انتصار المحور الاقليمي الذي تقوده. واذا لم تكن تراهن على تحالف استراتيجي مع ايران يغير اللعبة الجيوسياسية في المنطقة، فإنها ليست ضد التوازن بين محورين سني وشيعي في المنطقة. لكن التحولات كثيرة اللاعبين. ومن المبكر الحديث عن نهاية اللعبة في سوريا والعراق واليمن ولبنان.