تعيش زغرتا وكأنها تتهيأ لعرس كبير سواء وصل سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة أم لم يصل. فهي في الحالتين ستحتفل: مرة بالانتصار ومرة بزعيم بات أكبر من رئيس قطعت عليه طريق بعبدا من أقرب الحلفاء.
ففي الاولى يكون تحقق حلم معظم أبنائها بإيصال رئيس ثالث من المنطقة التي ما بخلت يوما بدماء أبنائها من اجل الوطن. اما في الثانية فالاحتفال سيكون بالنائب فرنجية المؤيَّد رئاسياً من أكثر من دولة عربية وأوروبية وأميركية ومن أكثر من طرف لبناني وجد ربما في حلفائه قبل أخصامه من لا يريد وصوله.
وعليه، فإنّ هذا ما سيترك غصّة في قلب مؤيدي ومناصري فرنجية الذين سيعبّرون عن غضبهم بتكريسه الزعيم «الرافع للعز جبين» على حد ما كتب أحدهم على صفحته على موقع «الفايسبوك».
ليس هذا هو التعليق الوحيد، وإنّما تكثر على صفحات «الزغرتاويين» على مواقع التواصل الاجتماعي، صور فرنجيه مرفقة بعبارات التأييد. وأكثر من ذلك، قام بعض معظم مناصري فرنجية من زغرتا وغيرها من المناطق اللبنانية باستبدال صورهم الشخصيّة على «الفايسبوك» بصورة لرئيس «المردة» تعبيراً عن دعمهم وقناعتهم بمواقفه.
وترى زغرتا في ابنها قطباً جلس على طاولة بكركي، واضحاً وجريئاً وصريحاً وشفّافاً، قال ما عنده والتزم بما يجب ان يلتزم به. وتقول لوتشيانا عبر صفحتها على «فايسبوك» إن «وصول سليمان فرنحية يعني وصول شخص متسامح، يعيش سلاماً مع ذاته ومع تاريخه، ووصوله يعني وصول رئيس تيار سياسي متجانس من رأسه الى قاعدته، ويعني وصول شخص زرع مليون شجرة وعمل من قضائه جنّة: بحيرة، محمية طبيعية، مهرجانات، ومن دون نفايات».
فيما كتب احد انصار فرنجية الذي أرفق النصّ بصورة كتب عليها «فخامة الرئيس»: «قد تكون براغماتية رئيس تيار المردة احد اسباب ترشيحه من قبل الرئيس سعد الحريري، الا ان هذه البراغماتية لم تمنعه يوما من المجاهرة بأنه صديق الرئيس بشار الاسد ولم يرتهن يوما ولم يبدّل تبديلا»، مضيفا انه «يحمل في قلبه اليوم الشكر الكبير لرئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي رغم الاختلاف السياسي اكد انه سيقف الى جانب فرنجية يتقبل التهاني في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية».
في زغرتا عصبية تصل احيانا الى حد التعصب قد لا تنسحب على بقية المناطق، الا انه لا يمكن لاحد ان ينكر تمايزها الذي يصل في حدود معينة الى العنصرية، أوَ لم يقل أحد ابنائها مرة إن «سيدة زغرتا غير كل السيدات؟!».