رغم ان ثمة من يدعي ان السنوار اغتيل منذ مدة، وتحديدا خلال الفترة التي تواجد فيها رئيس حكومة تصريف الاعمال في نيويورك، وقت التفاوض حول وقف لاطلاق النار في بيروت، في ذاك الوقت ابلغ المفاوضون من قبل جهاز مخابرات عربي مكلف التواصل مع السنوار بان الاخير غائب كليا عن السمع وان الاتصال مفقود معه، دون اعطاء اي تفاصيل اضافية.
في كل الاحوال تداعيات الاعلان الرسمي عن اغتياله من المعادلة ستكون احدى ساحاتها الجبهة اللبنانية، فما حصل وفقا لكل المراقبين سيفتح الباب واسعا امام اسرائيل “للتفضي” للساحة اللبنانية، وتصعيد عملياتها على الجبهة الشمالية، بعدما بات وقف النار في غزة وفقا للمعادلات الجديدة ساريا بحكم الامر الواقع، لتبقى الكلمة الفصل للميدان، حيث يغير كل من الجيش الاسرائيلي وحزب الله، من تكتيكاتهم يوميا، في ظل حرب نفسية شرسة يخوضها الطرفان.
مصادر ميدانية متابعة لمسار المواجهات اشارت الى ان حزب الله يعتمد تكتيك الدفاع المرن القائم على قتال المجموعات الصغيرة المستقلة عن بعضها، حيث لا حاجة لنقل قواته بين المحاور، فعلى كل محور ومسلك تقدم تنتشر نقاط دفاع مجهزة لوجستيا بكل ما يلزم، ومرتبطة ببعضها عبر سلسلة أنفاق، ما يعطي عناصرها المرونة للمناورة والانسحاب واعادة التموضع، وعدم التمركز في نقاط ثابتة، معتمدة عنصري المباغتة والمهاجمة، في عمليات نصب الكمائن.
وتتابع المصادر انه في اطار التقسيم الجغرافي عمد حزب الله الى تقسيم محاور القتال الى ثلاث:
الاول، القطاع الغربي: و يمتد من الساحل عند نقطة الناقورة حتى راميا، ويشمل قرى: يارين، الضهيرة، مروحين، وعلما الشعب، وهو يشهد معارك عنيفة، في ظل المقاومة الشرسة التي يبديها مقاتلو حزب الله، في مقابل تحرك القوات الإسرائيلية في الرقعة الممتدة بين ميس الجبل وبليدا، معتمدة في باقي النقاط على القصف غير المباشر باستخدام الطائرات والمدفعية والقصف البحري.
الثاني، القطاع الأوسط: الذي يبدأ من عيتا الشعب ويمتد إلى عيترون، ويضم قرى: عيتا الشعب، رميش، يارون، عيترون إلى بنت جبيل، حيث عدل الاسرائيليون من تكتيكاتهم، بهدف احكام السيطرة على التلال والمرتفعات القريبة من الحدود للسيطرة بالنار على طرق ومسالك القطاع، لتامينها وفتحها امام القوات الاساسية التي ستتقدم في مرحلة لاحقة، من هنا التركيز على محور بين مارون الراس ويارون.
الثالث، القطاع الشرقي: وهو المحور الأقصر للوصول إلى نهر الليطاني، يمتد من ميس الجبل إلى شبعا، ويشمل قرى: حولا، مركبا، العديسة، كفركلا، مرجعيون، كفرشوبا، وشبعا. هنا تتركز الجهود الرئيسة للهجوم الإسرائيلي، حيث تقود “الفرقة 98” هجماتها باتجاه مركبا ورب ثلاثين والطيبة والعديسة، وصولا إلى منطقة الليطاني، علما ان هذه الفرقة تلعب دورا رئيسا في العمليات لأنها الأقوى. اشارة الى ان العقبة الاساس امام الاسرائيليين على هذا المحور تبقى منطقة وادي الحجير، التي شهدت عام 2006 “مذبحة الدبابات”، من هنا المحاولات المتكررة للسيطرة على التلال المشرفة على الوادي بهدف احكام السيطرة عليه بالنار، لتسهيل تقدم قوات العدو.
ووفقا لمسار الاحداث يشكل هذا القطاع محور الجهد الاساسي لمحاولات الاختراق، فيما المحاور الاخرى تبقى المعادلة فيها للقصف البري والبحري والجوي.
وفيما يزعم الاعلام الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي سيطر على تسع بلدات على الاقل على طول الجبهة، من ميس الجبل شمالا حتى القطمون في الجنوب، بعمق يصل الى خمس كيلومترات تقريبا، فيما تجزم مصادر حزب الله ان الجولات التي نظمها الاسرائيليون للاعلام كانت في مناطق قريبة من الحدود في القطاع الشرقي، حيث لم يبلغ التقدم الا مئات الامتار حيث ما زال عناصر الحزب يقاتلون في الخطوط الخلفية، وان الجيش الاسرائيلي دمر ساحة ميس الجبل دون التمكن من الوصول اليها، اما على محور القوزح فتوغل قوات العدو لم يتخطى الكيلومتر.