Site icon IMLebanon

فشل المناورة البريّة يقلب المعادلات والحزب يستعيد المبادرة والتوازن

 

تصعيد العدوان واغتيال نصرالله يُعطّلان الدبلوماسية… الكلام للميدان

 

 

بات من الثابت المؤكد ان عملية اغتيال العدو الإسرائيلي للشهيد السيد حسن نصر لله، قلبت كل المعطيات وأطاحت بكل الجهد العربي والدولي المبذول منذ ايام لوقف اطلاق النار ثلاثة أسابيع بناء لمبادرة الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، لا سيما بعدما أكد وزير الخارجية عبد لله بو حبيب في حديثه لمحطة «سي ان ان» الأميركية ان الشهيد نصر لله وافق على مبادرة بايدن – ماكرون وأبلغ جميع الأطراف بموافقته لكن إسرائيل اغتالته. وهذا الأمر يثبت ان الكيان الإسرائيلي كان ولا زال يراوغ ويكذب على الجميع حيث ان رغبته الحقيقية قائمة على توسيع وإطالة أمد الحرب.

معطيات العدو الإسرائيلي انقلبت رأساً على عقب بعدما ظهر ان اغتيال الشهيد نصر لله لم يُغيّر في جهوزية المقاومة لمواجهته، بدليل ما حصل خلال اليومين الاولين مما سمّاه جيش الاحتلال «المناورة البرية المحدودة في جوب لبنان» وحيث تكبّد خسائر كبيرة وصفها الإعلام العبري «بالكارثة على الجيش». كما ان معطيات حزب لله انقلبت رأساً على عقب لجهة ثبوت كذب الادّعاءات بنيّة العدو الموافقة على وقف النار واستغلال الوقت لتحضير كل قواته لغزو قرى الجنوب علّه يتمكن من فرض أمر واقع جديد وقواعد اشتباك جديدة لمصلحته يفرض من خلالها شروطه، ولكن هو الوقت ذاته الذي استفاد منه الحزب لترتيب أوضاعه بعد الضربات التي تلقّاها، ولتجهيز نفسه للمواجهة البرية التي طالما انتظرها لفرض معادلته في الميدان، وقَطَع الحزب أي خيط للتواصل مع الوسطاء، وأظهر متانة وغزارة قوته الصاروخية والنارية خلال الأيام الثلاثة الماضية حيث تم استهداف الكثير من المواقع والتجمعات العسكرية المقابلة لقرى الحدود بمئات الصواريخ الخفيفة وثقيلة وصولا الى صفد وطبريا.

 

وحسب معلومات «اللواء»، فإن اغتيال السيد نصر لله وتصعيد العدوان الجوي على لبنان ليطال بيروت هذه المرة، عدا القصف التدميري الممنهج للضاحية الجنوبية، أوقف كل إمكانية لتحريك المفاوضات، وبات الموقف اللبناني الرسمي قبل موقف حزب لله يركّز على وقف العدوان قبل أي كلام آخر حول تنفيذ المبادرة الأميركية – الفرنسية. وأكد مصدر رسمي حكومي لـ «اللواء»: ان كل شيء مجمّد الآن ولا كلام جديداً عن الحراك الأميركي والفرنسي والمرحلة مرحلة انتظار، خاصة ان الأوضاع ذهبت «الى غير مكان»، وربما ينتظر الجميع ما إذا كانت إسرائيل سترد على الضربة الإيرانية الأخيرة على تل أبيب وكيف سيكون الرد وهل يحصل رد إيراني جديد على الرد الإسرائيلي؟ لذلك يؤكد المصدر الرسمي ان المرحلة مرحلة مختلفة عن السابق ولا بد من انتظار نتائج الاتصالات الخارجية لعلها تثني رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عن التوغل بمزيد من التصعيد.

وعلى هذا لا يبدو ان الحراك الدولي الجديد وبخاصة الفرنسي، يمكن أن يصل الى نتيجة حاسمة قريبة، بعدما تحقق ما يريده نتنياهو حين أبلغ الوسطاء علناً ان المفاوضات ستجري تحت النار وليس على البارد، لكن ناره أحرقت كل المراكب ولم يعد من مجال أمامه لا للعودة ولا للتقدّم، ما أوقع الكيان الإسرائيلي وحلفاؤه في حالة من التخبط السياسي والعسكري، فيما «الحليف الأميركي والغربي» له يعطيه ضمناً مزيداً من المبررات لمواصلة عدوانه تحت ذريعة «حق إسرائيل بالدفاع عن النفس».

وجاء الرد الإيراني قبل أيام على اغتيال الشهيدين نصر لله وإسماعيل هنية، والذي ركّز على قواعد سلاح الجو الإسرائيلي قرب تل أبيب، ليزيد من تخبّط إسرائيل وحلفائها، ولم يُفدهم حشد مزيد من القوات الأميركية في البحر المتوسط لحماية الكيان من الصواريخ الباليستية الآتية من إيران واليمن والعراق عدا ما يصل من لبنان، ولم يوفر لجيش الاحتلال الغطاء المناسب لحمايته من نتائج المواجهات البرية في الجنوب.