لا شك في أن ما حدث، هو أكبر من مفاجأة.
… وأقل من مبادرة.
لا بل انه نصف تعطيل لمبادرة الرئيس سعد الحريري.
طبعاً، ليس سهلاً، اعلان القوات اللبنانية ترشيحها للرئيس العماد ميشال عون.
والسبب ان بين القوات والتيار ما صنع الحداد!!
ولعل بين الجنرال والحكيم بداية علاقات تاريخية لخصمين سياسيين، وإن ليس في السياسة عداء دائم.
كان السياسي الفرنسي شارلمان، يردد بأن لا خصومة بين السياسيين، ويقول إن التحالف هو المعجزة، في زمان جفّت فيه المعجزات.
***
لكن الرئيس رينه كوتي، كان يقول، وهو يسلم السلطة الفرنسية الى الجنرال ديغول، عبارة مقتضبة، غيّرت وجه التاريخ: جنرال متقاعد أنهى أدوار جنرالات عاملين.
وبتلك العبارة خرجت فرنسا من الجزائر، وتكرّست عبارة الجزائر عربية.
***
الا ان اللقاء بين القوات والتيار وحد موقفي اكبر كتلتين مسيحيتين. غالباً، لكن الرئاسة الأولى لا تزال مجهولة المصير.
واللفاء التاريخي لا يلغي وجود قوة تحجم عن المبايعة، ومنها الكتائب والوزير الشيخ بطرس حرب، والوزير ميشال فرعون، والنائب دوري شمعون رئيس حزب الاحرار.
… هذا من دون نسيان زعامة رئيس تيار المردة والمرشح الجدي للرئاسة الأولى هو النائب سليمان فرنجيه.
طبعاً، لا تقليص لمبادرة الدكتور سمير جعجع، وهو المرشح الرسمي السابق لقوى ١٤ آذار.
وعلى رغم ظهور نتوءات، في صفوف تيار المستقبل ضد مبادرة زعيمهم، فان الترشيح الرسمي كان لا يزال مطروحاً.
إلاّ ان المبادرة القواتية سلكت طريق بكركي، عبر زيارة العماد عون للكاردينال الراعي، قبل الصعود الى معراب وهي خطوة حاسمة لترجيح كفّة المعركة، والخطوة الأهم هي توحيد الصف المسيحي بعد فصول قاتمة من الابتعاد والتباينات.
طبعاً، سيكون المردود كبيراً على الصعيد المسيحي، لكنه غير مكتمل لبنانياً.
هل هو لقاء حقبة، وفتح الطريق أمام ولادة حقبة جديدة؟
***
ما قاله الرئيس فؤاد السنيورة قبل ساعة، من وصول الجنرال الى بكركي شيء مُلفت.
ورئيس كتلة المستقبل النيابية، قال بأن رئاسة الجمهورية، ليست شأناً مسيحياً فقط، بل هي لبنانية في الأصالة والواقع.
ولعل لبنان اليوم، بحاجة الى مفهوم سياسي للتوحيد، يُكمل ما حققه اتفاق الطائف، وما تركته الوصاية من آثار دغدغت بعض العناصر، بحاجة الى فرز مطلوب، أكثر دقّة من فرز النفايات ليصبح لبنان دولة لا مجموعة دول منضوية في رئاسات متباينة الأهداف والغايات. –