IMLebanon

لا طعم ولا رائحة ولا لون  

 

 

لا أعرف ما هو السبب وراء زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى لبنان، خصوصاً أنّ لبنان اليوم يحتاج الى زيارات من نوع آخر، بمعنى أدق نريد أن يزورنا مسؤولون من الدول العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر ودولة البحرين ودولة مصر خصوصاً أنّ تاريخ الدول العربية بالمساعدات المالية وإعادة بناء ما دمرته الحروب في لبنان كان لها منذ العام ١٩٧٥، ويوم وقع «اتفاق القاهرة» تقررت «قوات الردع العربية» وأيضاً مساعدات مالية، ثم «اتفاق الطائف» وموقفهم من عدوان «عناقيد الغضب» في العام ١٩٩٦.

 

الدول العربية هي التي ساعدت لبنان، في المقابل إيران ساعدت في إنشاء «حزب الله»، ولم تستحِ بالقول إنّها تساعد لاعتبارات المصالح الشخصية كون الحزب تابعاً لإيران ويأتمر بأوامرها، إذ نفذ عمليات في الكويت وسوريا واليمن والعراق والبحرين وأميركا الجنوبية وبلدان أوروبية إلى تجارة المخدرات في أميركا الجنوبية.

 

من هنا، ان زيارة لاريجاني ليست من أجل لبنان إنما هي فقط لمصالح إيران ومشروع «ولاية الفقيه»، أما لبنانياً فلا طعم ولا رائحة ولا لون لها.

 

واليوم نحن في أمسّ الحاجة الى المساعدات إذ الوضع الاقتصادي شبه منهار، ولنقلها بصراحة: ان أوضاع لبنان الاقتصادية لها أسباب هي:

 

١- الكهرباء، إذ نصف الدين من هذا الملف الذي يتحمّل المسؤولية عنه «حزب الله»، وفريقه السياسي.

 

٢- غياب السياحة العربية بسبب «حزب الله» وسلاحه ما يبقي لبنان تحت خطر الإعتداء الاسرائيلي في أي لحظة، على عكس ما يروّج «حزب الله» أنّ بندقيته هي للدفاع عن لبنان، فقد أصبح حارساً لإسرائيل منذ ٢٠٠٦ فلم يطلق طلقة واحدة ضد العدو الاسرائيلي.

 

إضف الى ذلك حدث زلزال في إيران ولغاية اليوم لم تستطع طهران أن تعيد الإعمار بسبب العقوبات.

 

ثم ٤٠٪ من الشعب الايراني تحت خط الفقر، والدولة تمد كل عائلة شهرياً ما يوازي ٤٠ يورو مساعدات إجتماعية، وهو مبلغ متواضع جداً.

 

من ناحية ثانية، أعلن قائد الحرس الثوري الايراني في مقابلة تلفزيونية أنّ هناك إمكانات كبيرة للقضاء على إسرائيل لكن الظروف ما زالت غير ملائمة.

 

ويبدو أنّ هذا القائد للحرس الثوري لا يعلم ما يحدث خارج منزله، ولغاية اليوم لا يعلم عدد الغارات التي شنتها إسرائيل على شحنات الاسلحة والصواريخ التي أرسلتها إيران الى سوريا ولبنان والعراق، ولا يعرف كم جنرالاً وكم جندياً وكم عنصراً في الحرس الثوري باتوا أمواتاً بالغارات الاسرائيلية، ولم يصله خبر مقتل قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومعه نائب رئيس «الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس اللذين سقطا على الطريق بين المطار وبغداد بطائرة مسيّرة من غير طيار، وقد وجهتها سيدة أميركية من فيلادلفيا! ولم يعرف بمقتل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين ونجل مغنية وسواهم الكثيرون.

 

فهو لا يزال يحدثنا عن الظروف غير الملائمة… وللمناسبة: كلما يقع إعتداء على سوريا يقولون (هم والنظام السوري) إنهم سيردون في الوقت المناسب.

 

وكل إعتداء إسرائيلي على «حزب الله» يتحدثون عن توازن الرعب… وسيأتي الرد في الوقت المناسب، لأنهم هم الذين يحددون مكان وزمان المعركة ولن يسمحوا لإسرائيل أن تستدرجهم الى توقيتها…

 

وبالمناسبة أين توازن الرعب والإعتداءات من جانب واحد، الجانب الاسرائيلي، من دون أي رد… أهكذا يكون «توازن الرعب»؟

 

عوني الكعكي