قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي يعرف أكثر من رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. ربما كان بعض الجنرالات اللبنانيين المتقاعدين يعرفون اكثر من سلامي، لكن المذكور يسبق في المعرفة رئيس المجلس التشريعي الإيراني ولو أن الاخير يعمل في هذا المنصب منذ 12 عاماً، وهو قبل ذلك مسؤول إعلامي كبير وضابط في الحرس إياه قبل ان يتمتع بصفة مستشار القائد، وهي صفة قد تكون مهمة احياناً وقد تشبه حالة من يتخلى عنهم الزعيم اللبناني فيحملهم بطاقة مستشار.
القصد من الموضوع انه ما ان غادر لاريجاني تراب البلد الصديق مطمئناً الى سير الاستثمارات الايرانية، مشيداً ومؤكداً الدور المركزي لـ”حزب الله” فيه، حتى أطل سلامي رافعاً راية السلام في وجه العدو الصهيوني الغاصب، معلناً ان لا حرب معه لأن الظروف “غير ملائمة”.
كان يفترض ان يصدر هذا النوع من الكلام الديبلوماسي عن رئيس التشريع الإيراني، ذي الوجه البشوش بسماته الآرية الغربية، خصوصاً ان جولته على مناطق النفوذ تأتي عشية انتخابات تطبّل لها القيادة الايرانية وتزمّر، لكنها تسعى فعلياً الى حسم نتائجها قبل ان تجري. لم يفعل لاريجاني المرشح ايضاً لخلافة روحاني، ما فعله خاتمي لدى جولته في لبنان العام 1997، مقدّماً نفسه شخصية حوارية مختلفة… بل اكتفى بتكرار كليشيهات القيادة المنغمسة في مواجهة شعبها والعالم، الخائفة من معاني القرار الأميركي بتصفية القائد البارز قاسم سليماني.
لاريجاني ذو الوجه والموقع المسالم أثار قلقاً في لبنان، وسلامي صاحب قرار الحرب والسلم أثار اطمئناناً الى ان وجهة استعمال ايران لميليشياتها ضد اسرائيل لا تزال قيد البحث… ولن يتمتع اللبنانيون بسقوط مصائب اخرى فوق رؤوسهم “في الوقت الراهن”.