IMLebanon

لاريجاني في بيروت

                                                                   

يأتي رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الى بيروت عبر دمشق مقدّماً سلفاً مشهداً كان بدأه بزيارة بغداد! بحيث ان الطريق بين بحري قزوين والابيض المتوسط صارت في عُرف ارباب التيار المحافظ في طهران، مشمولة بشعاع «ثورتهم» و«انجازاتها» الاقليمية المظفّرة والجبارة!

.. ولا شيء مهماً ينغّص نقاء هذه اللوحة: لا «داعش» والتشظي المذهبي والعرقي والدولتي في العراق. ولا «داعش» وفظاعات سلطة بشار الاسد والدمار المهول بشرياً وعمرانياً في سوريا! ولا معاناة اللبنانيين جرّاء أزمات ولّدَ الجزء الاكبر منها أهل الممانعة وسلاحهم ومشروعهم الذي يُعتبر لاريجاني نفسه، أحد اساطينه وروّاده.

الصورة في ذهن لاريجاني نقية وصافية الى حد ان بشار الاسد أصيب بانعكاساتها فور الالتقاء به، فعاد الى لغته الأولى التي فيها «أن الشعب السوري مصمم على استئصال الارهاب والافكار المتطرفة»، ناسفاً بجملة واحدة ما تعب (ويتعب!) الروس على تسويقه واشاعته عن جهودهم الباحثة عن «حل سياسي» وسعيهم المحموم الى إشاعة نَفَس تسووي بديل عن السياسة التي اتبعوها منذ اللحظات الأولى لانفجار سوريا.

.. المهم بالنسبة الى لاريجاني هي «الصورة الاجمالية» التي تفيد ان «إيران دولة عظمى» لأنها تمسك بمصائر دول وشعوب على مساحة أطول وأشمل من طريق قزوين المتوسط، أما الخراب الممتد على مجمل خريطة النفوذ الامبراطوري تلك فهو «تفصيل» لا يعني الشيء الكثير!

.. اكتفى في دمشق بلقاء حلفائه والمدينين له ولدولته ببقائهم، أما في بيروت فالصورة مشوّشة! لكن المهم أن يقول فيها شيئاً واضحاً، واقعياً ومتناسقاً مع صورة لبنان الفعلية وليس مع تصوّره هو لتلك الصورة!