يبدو ان الحلم الامبراطوري الفارسي سيطر على عقول المتحكمين بمفاصل ايران كافة الى ان بلغ حد الهذيان، فها هو رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني يعلن ان سقوط نظام بشار الاسد سيكون مقدمة لسقوط الكويت، معتبراً اياها، اي الكويت عمقاً استراتيجياً لايران، بل وطغى الهذيان عليه ليعيد العرب الى مرحلة تعود الى اكثر من 1500 سنة.
ان ما قاله يعتبر قمة في الجنون، ويبدو أنّ سكرة الموت لنظام ولاية الفقيه قد اقتربت، كما يبدو أنّ هذه العدوى قد أصابت قيادة آيات الله في رؤوسهم فأصبحوا يظنون أنفسهم أنهم أبطال.
لا شك في أنّ سقوط صدام حسين في العام 2003 مهّد الطريق أمام الايرانيين لتنفيذ المشروع الطائفي – المذهبي المبني على الفتنة بين أهل السُنّة والشيعة، الذي جاءوا من أجله.
هذا النظام الذي جاءوا به في العام 1979 هدفه الوحيد تدمير العالم العربي.
الفرس يكرهون الإسلام لأنّ الإسلام هو الذي قضى على امبراطورية فارس، ويكرهون العرب لأنّ صدّام حارب مشروع ولاية الفقيه.
لو عدنا الى التاريخ القريب لوجدنا أنّ الايراني استغل الفراغ في العالم العربي… فما هذه المصادفة أن تتوافق سيطرة الخميني على السلطة في إيران بعد فترة وجيزة من «كامب دايڤيد»، وبالتالي الهدف الهيمنة على العالم العربي لترتاح إسرائيل.
خروج مصر
استفاد الإيراني من خروج مصر من المعادلة، وهي نصف العالم العربي وتشكل الثقل العسكري، فبقي العراق وحده في المعركة.
الحرب العراقية – الايرانية
استمرت هذه الحرب 8 سنوات وما كادت ان تنتهي حتى دخل صدّام الكويت، وبقي العراق 13 سنة تحت الحصار الجوّي والبرّي والبحري إضافة الى العقوبات الشاملة.
في العام 2000 حلت الخسارة الأكبر في العالم العربي برحيل حافظ الأسد، ثم بمرض الملك فهد بن عبدالعزيز.
في العام 2003 قضي على صدّام حسين.
وفي نظرة سريعة الى هذه الخسائر المتلاحقة أضحت الساحة العربية مهيّأة أمام الإيراني… وأكثر من استفاد من سقوط صدّام إسرائيل إضافة الى إيران.
ولكن، اليوم، وبعد عودة مصر الى دورها، وبعدما استفاق العرب الى أهمية الدور السعودي في أيام الملك عبدالله واليوم مع الملك سلمان بن عبدالعزيز… هذه الإستفاقة أزعجت إيران وتسببت لها بصدمة لن تطلع منها ببساطة… وهي العاجزة حتى الآن عن أن تُسقط تكريت رغم أنها تخوض المعركة بقضها وقضيضها وبقيادة «رجلها الحديدي» قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري.