مع وصوله الى رئاسة الاركان ، وضع الجنرال غادي ايزنكوت خطة خمسية ،تقضي باعادة هيكلة «تساحال»، وتحسين قدراته من خلال انشاء وحدات جديدة وتفعيل برامج التدريب والمناورات على جميع المستويات بحسب تقارير اسرائىلية، رغم الاشكالات التي تعاني منها الموازنة الخاصة بوزارة الدفاع، على ان يتم إقرار خطة شاملة على المدى البعيد، بشأن المتطلبات المالية العسكرية، الكفيلة باستمرار التدريبات بشكل متدفق. خطة حملت إسم جدعون، وبنيت على تقديرات اجهزة المخابرات المختلفة لجهة المخاطر الداخلية والاقليمية التي تهدد امن الدولة ومواطنيها والمؤسسة العسكرية، ومدى قدرة الجيش على مواجهة دول عربية، وإيران، وحزب الله، وحماس والفلسطينيين.تحديات فرضت على الجيش أن يعيد النظر في مسألة الغاء وحدات وانشاء اخرى جديدة.
ففي جديد التحضيرات الاسرائيلية ما كشفت عنه صحيفة «هآرتس» عن انشاء هيئة الاركان الاسرائيلية لوحدة عسكرية جديدة مكونة من مجموعة سرايا قتالية اطلق عليها اسم «القوة الحمراء»، تتألف من عناصر من قوات الاحتياط مدربة على قتال حزب الله وحماس، مزودة بعبوات ناسفة فضلا عن بنادق قناصة واجهزة رؤية ليلية واتصال متطورة لتحديد الاماكن، انهت تدريباتها الخاصة في قواعد خاصة تضم انفاقا قتالية وفي قرى ومدن تحاكي الواقع اللبناني.وبحسب الخطة سيتم انشاء سرايا مماثلة في كل فرقة عسكرية، على ان يخضع عناصر الاحتياط لدورات تأهيل وتدريب من أجل التعرف على حزب الله والقتال وفقا لتكتيكاته وعقيدته العسكرية، في اطار مناورات ساحتها التلال المفتوحة في تساليم ،قاعدة التدريبات البرية في النقب، في اطار برنامج تدريب يتلاءم وحاجات ومتطلبات الحرب المقبلة.
ولاضفاء واقعية على التدريبات وجدية ، قام الجيش الاسرائيلي بتخصيص موازنة خاصة بحسب تقارير اسرائىلية، معلنا عن دفاتر شروط من اجل تحديد الشركات والمؤسسات القادرة على تامين عتاد مطلوب، بعد اطلاق مناقصة لشراء عتاد وأسلحة يستخدمها حزب الله من بدلات عسكرية وأعلام وعبوات ناسفة وكوفيات وأقنعة للوجه ورشاشات الكلاشينكوف وبنادق «دريغونوف» القناصة وقاذفات مضادة للدروع من طراز «آر.بي.جي» و«كورنت» و«ساغر»، فضلا عن مجسمات لصواريخ القسام. وبحسب وثيقة عسكرية داخلية للجيش الإسرائيلي «فان تقليد العتاد، هدفه تطوير القدرة لدى الجندي على فهم كيفية مظهر العدو، ورفع القدرة على كيفية المواجهة من خلال محاكاة الأرض والعدو الذين يحتاجهما القادة والمقاتلين»، على ان تخزن بعد تحقيقها في حاويات موزعة على قواعد التدريب القيادية وفي الفرق، مخصصة لاستخدامها من قبل «القوة الحمراء» أثناء التدريب. علما انه يتمركز في قاعدة «عوفدا» الجوية منذ عام 2007 «السرب الاحمر» الذي يحاكي اسلحة جو العدو ومجهز بطائرات روسية الصنع.
كان سبق ذلك كشف الرقابة العسكرية الاسرائىلية عن دخول وحدتي كوماندوس خاصة مدربة على مواجهة سيناريوهات محتملة لهجوم قد ينفذه حزب الله في الشمال، أو عملية مماثلة قد ينفذها تنظيم الدولة الاسلامية في الجنوب وتحديدًا في إيلات انطلاقًا من سيناء، بعد ان انهت تدريبات خاصة ومتنوعة لتنفيذ عمليات محددة ومجابهة هذه المخاطر.
وتعمل الوحدة الاولى في مواجهة حزب الله بحسب التقارير الاسرائىلية حيث دخلت وحدة كوماندوس اخرى، الخدمة في قوات النخبة الاسرائيلية ،بعد قرار رئيس الاركان الجنرال غادي أيزنكوت، بإنشائها، تم اختيار عديدها من أربع وحدات خاصة ومخضرمة هي «إيجوز»، «ريمون»، «دوفدفان» و«ماجلان»، بقيادة الجنرال دافيد زيني ، اطلق عليها اسم «السهم المزدوج» في إشارة لطابعها ومميزاتها، حيث يرمز السهم المزدوج إلى قدرة وصول الجيش إلى أي مكان تستدعي الحاجة الوصول إليه. وتختص الوحدة الجديدة في القتال الميداني وجهًا لوجه وهي ذات أهداف مركبة، في تنفيذ مداهمات بعيدة المدى وأن يكون لديها القدرة على العمل المستمر في عمق منطقة العدو، على ان تكون مهمتها في أي حرب قادمة مع حزب الله محصورا في العمق اللبناني بهدف ضرب قواعد اطلاق الصواريخ ومراكز التحكم والقيادة ومستودعات السلاح.
وقد خضع عناصر هذه الوحدة لتدريب طويل تقول التقارير، حيث يمكنهم مجابهة التحديات، وأيضًا الارتجال الميداني، إلى جانب تمتعهم بمواهب عديدة نسبيًا في مختلف الوسائل القتالية. يذكر أن الوحدة الجديدة كانت قد خضعت لتدريبات شاقة أطلق عليها تدريبات «ليلة الجسور»، في منطقة غور الأردن، حيث حاكت تنفيذ هجوم واحد يهدف لإخلال توازن العدو،بعد هجوم لحزب الله.
اما الثانية فتابعة لسلاح البحرية، تشير التقارير، تعمل بالتنسيق مع قوات الشرطة الإسرائيلية، وبلدية إيلات، ووحدة حرس الحدود وخدمة الإسعاف الأولي، هدفها التحرك ضد «الإرهاب البحري» خلال فترة زمنية قصيرة، حيث اجرت تدريبات على التعامل مع إطلاق صواريخ من الشاطئ باتجاه سفن، قيام زوارق بمهاجمة سفن والسيطرة عليها، كما جرى التدرب على إجراء مفاوضات مع المهاجمين إلى حين استيلاء الكوماندوس البحري على السفينة، وصد محاولات التسلل إلى إسرائيل واحتجاز عناصر من «داعش» لرهائن إسرائيليين بعد خطفهم إلى سيناء.
عزز الجيش الإسرائيلي في السنوات الاخيرة من مبنى التدريب لقواته، بهدف محاكاة القتال بشكل أفضل مقابل حزب الله وحماس تؤكد التقارير الاسرائىلية، مستفيدا من عبر الحروب المتلاحقة التي خاضها ضد الطرفين، منفذا الكثير من التدريبات في مناطق الجليل، والجولان وأحياناً في قرى ومدن من بينها اشكلون وحريش وكفر سميع وفسوطة، في مناطق مشابهة للطبيعة اللبنانية، واضعا التكتيكات ومعدلا من استراتيجياته للمواجهة القادمة بشكل جذري بشريا وتقنيا.