آخر نكتة متداولة «بطلها» ابراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي الذي يهدّد تركيا «باللجوء الى الخيار العسكري» إذا لم تسحب قواتها من العراق…
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سبق وزير خارجيته بتوجيه التهديدات الى تركيا…
ظريف موقف الرجلين، وهما منشغلا البال بالسيادة، سيادة العراق، وهل بقي في العراق من اثر للسيادة؟ هل أبقت الحكومات المتعاقبة من نوري المالكي حتى حيدر العبادي أي معلم من معالم السيادة؟
وهذا الكلام ليس صادراً في بغداد عن العبادي ولا عن الجعفري إلاّ بالنطق… أمّا المصدر الحقيقي له فهو من طهران، لأنه قرار إيراني بامتياز.
السيادة العراقية كم من الآثام ترتكب باسمها؟!
ليست مشكلة سيادة أن تتدخل 64 دولة أجنبية في العراق بذريعة مواجهة الارهاب.
663 غارة بالطيران الحربي على الرمادي من الدول الخارجية فهذا ليس امتهاناً للسيادة!
ووجود قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني ومعه «حزب الله» في العراق ليس خرقاً للسيادة!
غريب أمر هؤلاء… فهل يصدّقون أنفسهم وهم يتشدقون بكلمة السيادة؟!.
بل لم يفت بشار الاسد أن «يستنكر» خرق السيادة العراقية بوجود 150 جندياً تركياً هم أشبه بحرس للحدود التركية…
والواقع أنه ليس أسوأ من العبادي سوى بشار الاسد الذي جاء هو الآخر بأقوام من مختلف مناطق النفوذ الشيعي والميليشيات الشيعية الى سوريا لتساعده في قتل شعبه…
وهذا ليس خرقاً للسيادة السورية؟!.
إنهم حكام آخر زمان! من المالكي الى العبادي الى بشار… ولعل العراق وسوريا لم يعرفا في تاريخيهما أسوأ من هذا النمط من الحكام.
علماً أنه لم يعد من شعب في العراق وسوريا: فمَن لم يقضِ عليه القهر والظلم، قتله الحكام بإجرامهم غير المسبوق، أو هجرهم الاضطهاد والفرز الطائفي والمذهبي الذي يرعاه هؤلاء الحكام وهم الذين أوجدوا الارهاب بعدما «رعوه» في سجونهم، ثم أطلقوه عندما جاءت الأوامر من طهران.
وإذا كان هاجس العبادي كيف يرضي الايراني فإنّ هاجس بشار إرضاء الايراني والتمسّك بالكرسي… وقد يكون البقاء في الكرسي إكراماً لإسرائيل أيضاً التي أعلنت غير مرة، وبلسان غير مسؤول مدني وعسكري فيها، علناً وعلى رؤوس الاشهاد أنها تريد استمرار بشار الاسد في موقعه.
أمّا الاتفاق الروسي – الاسرائيلي والتنسيق بينهما فلا يحتاجان الى شهادة، لأنّ شهادتهما منهما وفيهما… وهذا ما يعلنه الطرفان يومياً تقريباً.
وإلاّ أين الـ«S300» والـ«S400» أقله لإطلاق قذيفة رفع عتب واحدة على الطيران الاسرائيلي الذي يخرق السيادة السورية من دون توقف؟!.