IMLebanon

لوزان: إتفاق… لا إتفاق!

حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، ساعة وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى مدينة لوزان السويسرية، استمرت اللقاءات الثنائية والثلاثية المكثفة بين رؤساء الوفود، في حركة تشير الى مدى التقدم الذي وصلت اليه المفاوضات، ما يبشّر بقرب التوصّل الى تفاهم سياسي حول النقاط العالقة في ملف ايران النووي.

حظوظ عالية للتوافق حرصت مصادر الأطراف جميعاً على التأكيد عليها، بعد جولات طويلة ومرهقة من المفاوضات المكثفة التي ينتظر الجميع ان تصِل الى نتائج ايجابية، على رغم ما ثابرَ الفرنسيون على بثّه من مواقف صُنّفت بالمتشددة مقابل «التناغم» الإيراني الأميركي حيال النقاط العالقة.

وقال زير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، لحظة عودته من استراحة قصيرة، انّ الجميع «يعملون ويحاولون التقدّم»، لكنّ مصادر مقرّبة من الوفد الفرنسي في لوزان أشارت الى انّ «عقدة الفرنسيين في هذه المفاوضات هي ان يسمح لهم بلعب دور أساسي، لأنهم يعتبرون انّ المفاوضات تجري بشكل ثنائي ايراني-أميركي وأنّ أدوار الأوروبيين ثانوية في هذه المفاوضات»،

وذكّر المصدر انّ فابيوس صرّح السبت، بعد وصوله الى فندق الـ«بوريفاج» حيث تجري المفاوضات، انّ «لإيران الحق بالحصول على برنامج مدني، ولكن لا للقنبلة النووية»، وهذه مسألة يتفق فيها فابيوس مع الخطاب الايراني المُعلن حول البرنامج النووي الذي تحرص تصريحات طهران على حصره بالسلمية والاستخدام المدني فقط. وأضاف المصدر:  «لن يكون غريباً رَفع سقف المطالب الفرنسية في اللحظات الأخيرة».

وتشير مصادر اوروبية مقرّبة من المفاوضات انّ من بين النقاط العالقة حتى الآن تلك «المتعلقة بالأبحاث وتطوير البرنامج الايراني في المجال النووي، لأنّ ايران تملك أجهزة طرد من الجيل الاول والثاني واذا لم توقِف أبحاثها واختباراتها نهائياً لفترة لا تقلّ عن خمسة عشر عاماً فإنها ستتمكن من امتلاك أجهزة متطورة وإنتاج سلاح نووي بسرعة بعد عودة نشاطها النووي».

في المقابل تشير مصادر مقرّبة من الوفد الايراني، المتفائل دائماً، الى انّ النقاط المتبقية باتت قليلة جداً «قطعت المفاوضات أكثر من 99% من الطريق، ونتوقع الوصول الى اتفاق إطار مع نهاية المهلة الثلثاء المقبل على ان يتمّ توقيع اتفاق نهائي في نهاية حزيران المقبل»، وعلى رغم ارتفاع نسبة التفاؤل لدى الايرانيين وغالبية الاطراف، الّا انّ القلق يبقى من تسرّب تأثير «ضغوطات من خارج المفاوضات الى الطاولة لتقلبها رأساً على عقب، خصوصاً انه كان لإسرائيل أثر سلبي في جولات سابقة»، ويتقاطع هذا القول مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انّ الاتفاق المنتظر بين ايران والدول الخمسة زائداً واحداً «أسوأ ممّا كانت تخشاه إسرائيل» وأنّ «محور إيران-لوزان-اليمن خطير للغاية على البشرية ويجب إيقافه».

ويبدو انّ الدول الاوروبية المشاركة في المفاوضات تتجه لدعم التوصّل الى اتفاق ينتظر أن ينعكس إيجاباً على أحوال الشرق الاوسط الامنية، خصوصاً بعد غارات «عاصفة الحزم» على اليمن التي لم تكن بعيدة عن أجواء لوزان خلال الايام القليلة الماضية.

وبدورها، تسعى الولايات المتحدة الى العودة من لوزان بنص مكتوب، بعد الحديث عن إمكانية التوصّل الى اتفاق شفهي في حال تعذّر الوصول الى نص مكتوب.

وتقول مصادر أميركية في لوزان انّ «اتفاقاً مماثلاً لن يرضي قيادة البيت الابيض، لأنّ الرئيس الاميركي باراك اوباما مُحتاج لنص مكتوب يقدّمه للكونغرس الاميركي ولشعبه خصوصاً بعد تجاوز الكمّ الأكبر من العقبات الأساسية في هذا الملف وكسر حواجز كبيرة لن يكون التخلّي عنها احتمالاً وارداً».

اللقاءات المكثفة بين الوفود حتى ساعة متأخرة من ليل أمس مهّدت للقاء قمة وزارية انتظرت وصول لافروف، وترافقت مع حديث عن إمكانية تمديد جلسات التفاوض الى الثلثاء المقبل، خصوصاً بعد قرار تأجيل السفر الذي اتخذه كيري وفابيوس ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لمواصلة المشاورات المكثفة بين الاطراف.