رؤية الرئيس الأميركي باراك أوباما الاستراتيجية لمنطقتنا، غشاها الغبش. رؤية فقيرة وخطيرة في فقرها هذا، حتى لا يقال إنها رؤية متآمرة. أفضل القول رؤية فقيرة، لكن من قال إن الجهل ليس خطيرا؟!
مقاربة أوباما للمنطقة معطوبة، منذ نفخه في نار الربيع (الدمار) العربي، في حين أنه كان ناعما رقيقا متفهما في «الثورة الخضراء» بإيران، حسب نصح «المنظر» فريد زكريا!
متى كان أوباما يهرول، ومتى كان يمشي الهوينى؟ يهرول حينما تكون الحركة ضد قوة الدول العربية السنية، ويخفف الوطء على أديم هذه الأرض، حينما تكون الهرولة لصالح مصالح العرب السنة، كما جرى في تخاذله مع ثورة الشعب السوري ضد النظام الأسدي الملتحق بإيران. إنها إدارة ألحقت أضرارا فادحة بجسد الشرق الأوسط، لصالح إيران الآن، ومن قبل لصالح جماعة الإخوان.
من هنا كان احتشاد العرب في عاصفة الحزم باليمن. الأمر أكبر من حصره بقصة اليمن، إنه اصطفاف جديد لحماية أمن هذه الدول ومصالحها في ظل التحول الأميركي الأوبامي الخطير.
هل هناك صفحات لم تكشف عن اتفاق لوزان؟ هل كان النووي مجرد ورقة إيرانية لفرض النفوذ؟ هل كانت المشكلة أصلا في امتلاك إيران للنووي من عدمه، أم أن المشكلة في طبيعة المشروع الإيراني الغازي الخطير؟
لماذا يحصر عقل أوباما المشكلة في هذه التفاصيل الفنية؟
الآن، وعبر قلة فهم هذه الإدارة، وخفة تقديرها للأمور، سينطلق سباق تسلح خطير، سياسي وتعبوي وعسكري، في المنطقة، وسيعيد السنة، وخصوم إيران من الشيعة أيضا، رص صفوفهم، وتتعالى الأصوات المنادية الرافضة لاستهتار أميركا والغرب، وتصديقهم الساذج لمعسول طهران من الكلام. بعبارة أخرى سيسهم عقل أوباما في توفير مناخ متفجر للطائفة وحروبها. من حيث يريد تبشيرنا بالسلام،
أختم بهذه المواقف المعبرة:
قال وزير خارجية إيران جواد ظريف في مقابلة مع التلفزيون الحكومي «الانتقاد مفيد، ولكننا اليوم في وسط المفاوضات ومن السيئ الإفصاح عن كافة التفاصيل».
قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر في حوار مع «سي إن إن» إن سنوات تجربته السابقة مع الإدارة الإيرانية لا تدل على الوثوق بها، داعيا الدول العربية لمواصلة العمل على تكوين قواتها المشتركة.
نصح مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، السعودية مؤخرا، بأن «تتعظ من مصير أميركا». جاء في بيان مجلس الوزراء السعودي الأخير حول اتفاق لوزان مع إيران، تشجيع الحوار مع إيران، لكن لا مساس بـ«الشؤون الداخلية للدول العربية واحترام سيادتها». أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة لصحيفة «نيويورك تايمز» أجراها توماس فريدمان، وهو يسوّق اتفاق لوزان، لمصالح الدول السنية الحليفة لأميركا وقال – بارك الله فيه – هم يواجهون مخاطر خارجية كبيرة ومخاطر داخلية. في نفس المقابلة أشاد بنظام ملالي إيران فهو يستجيب لشعبه. هذا أوان الحزم، لن يحمي الديار غير أهلها، حتى تفيق واشنطن من خمر طهران.