IMLebanon

زيارة لافروف مرتبطة بتكليف الحريري!

 

لم يعد ممكناً فصل الملف اللبناني عن ملفات المنطقة، إذ إن العوامل الإقليمية الضبابية تتجمع لتعرقل مهمة تأليف حكومة الإنقاذ الموعودة.

 

تنتظر عواصم القرار ما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات في ملف الإستشارات النيابية وما إذا كانت هناك مفاجآت قد تحصل، في حين أن التكليف وإن حصل لن يفرش درب التأليف بالورود، بل إن الشروط التي تضعها القوى السياسية وعلى رأسها رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل والمدعوم من العهد ستعرقل مهمة الرئيس المكلّف.

 

ولا يوجد في الساحة حالياً غير اسم واحد ليتولى الرحلة الصعبة وهو اسم الرئيس سعد الحريري، لكن المشكلة تبقى في عدم إنجازه أي إتفاق مع باسيل على غرار إتفاقه مع “حزب الله” وحركة “أمل” ورئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، لذلك فان رئيس الجمهورية الذي أطل بكلمة على اللبنانيين بالأمس ينتظر الحريري على كوع رحلة التأليف الصعبة.

 

وإذا كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينظر بحذر إلى تطورات الوضع اللبناني وينتظر ما إذا كانت القوى السياسية قادرة على تمرير الإستحقاق الحكومي بأسرع وقت، إلا أن الروس لا يرون أي تغيير في الأفق لأنهم يعتبرون أن الملف اللبناني شائك ويدخل ضمن التسوية الكبيرة في المنطقة، لذلك فان الأمل ضعيف بتأليف حكومة إنقاذية تحظى بدعم القوى السياسية.

 

ولم يعد خافياً على أحد أن الروس يرشحون الرئيس الحريري للعودة إلى السراي الحكومي وتأليف حكومة وحدة وطنية، وذلك نظراً لعلاقاتهم التاريخية بآل الحريري منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولأنهم يراعون التوازنات الداخلية ولا يريدون لأي طائفة أن تشعر بالغبن وعدم التمثيل في السلطة التنفيذية.

 

ويترقب الداخل ما إذا كانت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ستحصل في موعدها المقرر أو انه سيتم تأجيلها وسط ضبابية تلف تلك الزيارة التي يتمّ الحديث عنها. وفي السياق، تؤكد مصادر ديبلوماسية من موسكو لـ”نداء الوطن” أنه لا يوجد قرار نهائي حتى الساعة بتثبيت زيارة لافروف إلى بيروت أواخر الشهر الجاري أو تأجيلها لموعد يحدد لاحقاً. ويربط المسؤولون في الخارجية الروسية زيارة لافروف بالوضع الحكومي في لبنان، فاذا تم تكليف الرئيس الحريري في الإستشارات النيابية، فالإحتمال الأكبر يكون بتحديد موعدها أواخر هذا الشهر خصوصاً أن لافروف سيحط في قبرص في 27 الشهر الحالي، وستأتي زيارة بيروت بعد محادثاته القبرصية، أما إذا لم يتم تكليف الحريري ودخلت البلاد مرحلة جديدة من التأزم عندها ستكون الزيارة في حكم المؤجلة، لكن الأكيد أن الروس ينتظرون تطور الأوضاع ليحددوا مصير تلك الزيارة.

 

وفي حال تم تكليف الحريري وقرر لافروف المجيء إلى لبنان، فان الموقف الروسي سيكون بالتشديد على تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن وأن تتمثل فيها جميع القوى السياسية والمباشرة الفورية في الإصلاحات المطلوبة من أجل إنقاذ مالية الدولة ووقف النزف المالي والإنهيار.

 

ومن الواضح أن الروس من خلال لافروف سيدعون القادة اللبنانيين إلى عزل البلاد عن التدخلات الخارجية وعدم إدخال البلد الصغير في لعبة الأمم، لأن هذا الأمر سيجلب المزيد من الكوارث.

 

في المقابل ينتظر الروس جلاء غبار الإنتخابات الأميركية ليواصلوا التفاوض مع الأميركيين حول ملفات المنطقة، وسيكون لبنان من ضمن تلك الملفات، لكن حتى الساعة ما زالت موسكو تستبعد أي حلّ قبل أشهر طويلة، وبالتالي ليس على اللبنانيين إلا الإنتظار.