يتصرّف البعض وكأنه ليس في لبنان رئيس للجمهورية. وكأنّ الدنيا لم تتغير في هذا البلد. وكأن زعيماً بحجم الجنرال عون لم يصل الى الرئاسة.
وبعض اصحاب هذا التصرف هم من الذين كانوا يملأون الدنيا زعيقاً بأنهم مع العماد عون قبل الرئاسة، وبأنهم يطالبون به رئيساً للجمهورية… حتى اذا تسلم فخامة الرئيس سدة المسؤولية راحوا يعرضون ويستعرضون في حال مكشوفة من الاساءة الى هذا العهد الذي يبني عليه اللبنانيون الآمال العريضة.
ويأتيك وئام وهّاب يزعق: »انا قاعد في بيتي وخليهم يسترجو يجو لعندي«.
فعلاً ليس من سخافة اكثر من هذه السخافة، ولا من تفاهة اكثر من هذه التفاهة، ولا من وقاحة اكثر من هذه الوقاحة.
اصلاً… من هو صاحب هذا القول؟
وما هو دوره؟
وما هي قيمته؟
وما هو حضوره في المشهد اللبناني؟ والمقصود حضوره الفعلي وليس الحضور الوهمي الذي ينفخه البعض لاهداف غير خافية على احد.
نكرر: لقد بات لدينا، في لبنان، رئيس للجمهورية اسمه العماد ميشال عون.
وهذا الرئيس جاء الى الرئاسة ليسترجع هيبة القانون من خلال تطبيقه.
واذا اقتضى تطبيق القانون جلب اي كان، وكائناً ما يكون حجمه، فإن ذلك امرٌ في متناول الدولة.
وفي منأى عن الناحية القانونية… الا يدرك البعض ان الناس في لبنان تواقون للانتهاء من الميليشيات؟
وان بعض المشاهد المقززة استعادت عهد الميليشيات التي يأنفها اللبنانيون ولا يذكرون منها سوى الايام السود والافعال البغيضة والتجاوزات النكراء.
ان الناس كفروا بالميليشيات، وبأسيادها وعبيدها على حد سواء.
والناس ناقمون على »القبضايات« خصوصاً، القبضايات المزعومين، واشباه القبضايات.
الناس »طلع دينهم« من التجاوزات.
الناس في لبنان يريدون الدولة. يريدون دولة القانون، يريدون دولة العدالة. يريدون دولة تعيد كل واحد الى حجمه، خصوصاً اولئك الذين يتطاولون عليها.
لهذا، فاللبنانيون يأملون خيراً في فخامة الرئيس العماد ميشال عون.
عوني الكعكي