بين مجلس الشيوخ، والقانون الانتخابي العتيد، طلعت البلاد، بلا مجلس شيوخ، وبلا قانون انتخابي جديد.
ويقول وزير سابق، ان سوريا أدركت منذ عُرض اتفاق الطائف عليها، ان لبنان باقٍ في دوامة الصراعات الى ما لا نهاية.
والعاملون الآن، على تظهير اتفاق سياسي للبلاد، جميعهم أو أكثرهم على الأقل، من جماعة النظام الذي لا يريده أحد، ولا يرفضه أحد.
والمجلس الدستوري، لا هو دستور جديد، ولا دستور عتيق.
والانتخابات النيابية طُبخت في العام ١٩٦٠، وجرى التجديد لها في الدوحة.
والآن معظمهم لا يحب العودة الى اتفاق دوحة جديد، لكن الرئيس بري، لا يبالغ حين يرحب ب دوحة جديدة أو ساعة يتنصّل من أي اتفاق مقبول.
وثلاثية الحوار انتهت ولم يصدر عنها، لا دوحة جديدة ولا اتفاق طائف حديث.
لكن معظم أركان الحوار، سيعودون الى اللقاء في أيلول المقبل. ولن يكون بعد شهر على انحسار توافق آب.
لبّ الاتفاق المطلوب، هو التوافق على رئيس جمهورية جديد.
إلاّ أن الرئيس غرق في جحيم البلبلة، ولا ينتظر أحد من الأقطاب الاتفاق على رئيس بات مرفوضاً من معظم ١٤ آذار، ومقبولاً من الثامن منه.
***
كان الرئيس حسين الحسيني يقول للفرنسيين، على أيام الكاردينال صفير، ان التوافق في لبنان أصعب من التراشق. وان السياسة فيه، تمرّ في دهاليز، وتقع في كل مهمة نادرة للوفاق.
وعندما زار الرئيس الحسيني الرئيس ميتران، وجده قريباً في تصوره للحلّ مما سمعه من الرئيس شارل ديغول.
الاثنان مختلفان في السياسة، لكنهما متفقان على التفاصيل اللبنانية.
والوفاق النادر هو الأحجية والمشكلة والقضية.
إلاّ أن الرئيس جيسكار ديستان نسج على طريقة الرئيس جاك شيراك، لكن الديغولية تغيّرت، ووحده الرئيس رفيق الحريري، استطاع قبل الشهادة، الاهتداء الى السرّ الفرنسي في المشكلة اللبنانية.
هل يبادر الرئيس هولاند الى ارسال وزير خارجيته الجديد مجدداً الى بيروت، بغية ترميم التوافق بين الرياض وطهران؟
لا أحد يعرف كوامن الصراع وأسراره. إلاّ أن لبنان لن يجد في حوزته رئيساً على الطريقة الفرنسية ولا قائداً على الطريقة الأميركية.
وبعد ثلاثة أشهر، يكون ترامب الجمهوري، قريباً من هيلاري الديمقراطية، في حلّ المسألة اللبنانية.