IMLebanon

المحامية عديلة هاشم تقف في وجه إسرائيل

 

 

يبدو ان المحامية عديلة هاشم ولدت في جنوب أفريقيا من أب يمني وأم أفريقية، وهي حصلت على العديد من الجوائز لأعمالها المميّزة… إحدى تلك الجوائز كانت «جائزة روبرت كنيدي لحقوق الانسان» عام 2018.

 

وتُعتبر عديلة من أكثر المحامين تأثيراً في جنوب أفريقيا.

 

للمناسبة اسمها كما يطلق عليها في جنوب أفريقيا «اديلا حسيم»، أما في العالم العربي فاسمها «عديلة هاشم»..

 

ونظراً لأهمية كلمتها في المؤتمر المنعقد في لاهاي بناء لدعوة دولة جنوب أفريقيا لها وتكليفها بتمثيلها.. رأينا أنه من الضروري أن يطلع القراء الأعزاء على كلمتها التي تتسم بالجرأة والصراحة والموضوعية، فكانت -ولا تزال- مثالاً يحتذى لأي إنسان صادق ومخلص:

 

فعديلة هاشم الجنوب أفريقية متفانية ومخلصة لقضايا الضعفاء… كرّست حياتها المهنية للدفاع عن حقوق الانسان والاشخاص الضعفاء،  وهي رائدة في مجال الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، ومعروفة بعملها الدعَوي والفقهي في مجالات الصحة والتعليم والاسكان والتوظيف. ولدت عام 1972 في دريان بجنوب أفريقيا.

 

وقفت عديلة هاشم أمام المحكمة الدولية مكلّفة من جنوب أفريقيا، فشدّدت في مرافعتها على تدهور الوضع الانساني في قطاع غزّة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وقالت:

 

«إنّ غزّة التي تعد واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم، هي موطن لحوالى 2.3 مليون فلسطيني نصفهم تقريباً من الأطفال. لقد أخضعت إسرائيل غزّة لما وُصِفَ بواحدة من أعنف حملات القصف التقليدية في تاريخ الحروب الحديثة.

 

أضافت: يُقتل الفلسطينيون في غزّة بالأسلحة والقنابل الاسرائيلية من الجو والبرّ والبحر، وهم معرّضون لخطر الموت المباشر بسبب الجوع والجفاف والمرض نتيجة للحصار المستمر الذي تفرضه إسرائيل وعزمها على تدمير المدن الفلسطينية، وعدم السماح بوصول المساعدات الكافية الى السكان المدنيين الفلسطينيين، واستحالة توزيع هذه المساعدات المحدودة أثناء سقوط القنابل، وهذا السلوك يجعل أساسيات الحياة غير قابلة للتحقق».

 

وأكدت هاشم: «في مرحلة التدابير الموقتة هذه، كما أوضحت هذه المحكمة في قضية غامبيا وميانمار، انه ليس من الضروري أن تتوصل المحكمة الى رأي نهائي بشأن مسألة ما، إذا كان سلوك إسرائيل يشكل إبادة جماعية، ومن الضروري فقط إثبات ما إذا كانت بعض الأفعال المزعومة على الأقل يمكن أن تندرج ضمن أحكام الاتفاقية».

 

تضيف أديلا حسيم كما يُلفظ اسمها في جنوب أفريقيا، أو عديلة هاشم كما يُطلق عليها في البلدان العربية:

 

إنّ الفلسطينيين في غزّة يتعرّضون لقصف قاسٍ، عنيف ومستمر، أينما ذهبوا. يقتلون في منازلهم وفي أماكن الإيواء وفي المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، كما يُقتلون أيضاً وهم يحاولون إيجاد طعام وماء لعائلاتهم. كما قتلوا عندما لم يتمكنوا من إخلاء منازلهم، وقتلوا في الأماكن التي نزحوا إليها، كذلك أثناء محاولتهم الانتقال عبر الطرق التي أعلنت إسرائيل انها آمنة.

 

لقد أصبحت آلة القتل الاسرائيلية ضخمة جداً الى درجة دفن من يُعثر على جثثهم في مقابر جماعية وغالباً ما تكون مجهولة.

 

وفي مداخلتها… لم تَعْتَمد عديلة هاشم سوى لغة القانون الدولي الذي لا تجد إسرائيل حرجاً في خرقه. لكنها وجدت نفسها في مأزق يصعب الخروج منه بدون إدانة.

 

لقد رسمت عديلة هاشم خارطة طريق لكل مخلص في هذه الحياة، لقول الحقيقة، وعدم الخوف من أي شيء، ما دام ضميره مرتاحاً.. فكلمة الحق أصدق تعبير عن نفسية صاحبها الصافية، وهي تدلّ على ان صاحب هذه الكلمة لا يخشى في الله لومة لائم.

 

عديلة هاشم صورة حية لكل إنسان يناضل من أجل مبدأ أو قضية… فلا تهمّها إغراءات… فالدنيا زائلة لا محالة… ولكن تبقى سمعة الإنسان وسيرته العطرة التي لا يمكن أن تخفى على أحد.