Site icon IMLebanon

LBCI عِملِتا… بالعربي المشبرح!

 

أكل الولد التفاحة… لا يهمّ إذا وضعنا ضمة أو فتحة أو كسرة أو حتى سكون على الحرف الأخير من كلمة ولد حتى نفهم معنى الجملة، وهذا تحديداً ما اكتشفته المؤسسة اللبنانية للإرسال في عصر السوشل ميديا، وفهمت أنّ المشاهد لا يريد أن يتعلّم قواعد الأدب العربي وبحور الشعر وعلم العروض الساعة الثامنة مساء، ولا حتى في منتصف الليل… فهذا المشاهد لا يريد من نشرة الأخبار سوى معرفة الفعل والفاعل والمفعول به، وكلّ ما زاد على ذلك فهو باطل.

سبقت الـLBCI كلّ المحطات اللبنانية وعرفت كيف تقطف التميّز والابتكار، وكانت أوّل مَن عبّر بالعربي المشبرح عن تأثير السوشل ميديا على نشرة الأخبار التقليدية، فدمجتمها ببعض في نشرة أخبار منتصف الليل تحت إسم «الأخبار من عندك» وتبثّ كل ليلة الساعة 11,30 باللغة العامية اللبنانية، وهي خالية تماماً من كلّ تَزلّفات اللغة العربية وقواعدها التعجيزية، لتصل إلى الجميع بسلاسة ووضوح.

ليس من السهل على محطة تلفزيونية أن تخرج من تقليد عمره عشرات السنين، لتكون السبّاقة في احتضان الحداثة واعتمادها على منابرها…

لكن لا شكّ أنّ الخطوة ستثبت تأثيرها في القريب العاجل على المشهد الإعلامي، خصوصاً بعدما بدأ الإعلام الرقمي يطغى على الإعلام التقليدي، ولا بدّ أن تعيد هذه الخطوة شريحة كبيرة من المشاهدين إلى المحطّة طالما أنهم سيتمكنون من التفاعل بـ»خوش بوشيّة» وبشكل يومي مع الأخبار التي باتت تشبههم أكثر ولا تعظهم وتطبل دماغهم.

فنشرة «الأخبار من عندك» تطلق عند الخامسة من عصر كل يوم هاشتاغ جديد، يسمح للمشاهدين التفاعل معه والتعبير عن رأيهم من خلال صورة أو تعليق أو فيديو، فيصبحون جزءاً جوهرياً من نشرة الأخبار ويكونون قادرين على المشاركة في صناعة الرأي العام من خلال رأيهم الخاص والصريح.

وهكذا، رسّخت الـLBCI فعليّاً مفهوم كل مواطن مراسل، وأصبحت المنصّة التي تهتمّ يوميّاً بتوضيب إنتاجات المشاهدين اليومية لتخرج بهم بمسؤولية وحرفية إلى الرأي العام، فتقدّم له الخبر بخبرتها الطويلة على طبق من مصداقية.

نزلت نشرة الأخبار من برجها العاجي، وسَكنت بنشرة «الأخبار من عندك» مع مالك الشريف ورنيم بو خزام وفتون رعد وفريق إعدادهم صالونات الناس وحملت أصواتهم من دون تربيح جميلة، لأنهم باتوا هم صانعو الحدث ومخرجوه.

فإلى جانب إذاعة النشرة باللغة اللبنانية المحكية، يتمّ تقديم الخبر كخبرية مع أقل قدر ممكن من التصنّع، مع إضافة تعليقات الناس على مواقع التواصل الإجتماعي على الخبر نفسه وجعلهم بالإسم والصورة جزءاً من الخبر وحتى من الحدث.

الجميع يعرف أنّ المحطات والصحف والمجلات والإذاعات باتت تعتمد بشكل أساسي على إنتاجات السوشل ميديا لتصنع موادها… لكنّ الـLBCI جاهرت قبل الجميع بحبّها العلني للإعلام الجديد، وها هي مع إعلامييها تنطق بلسان الناس وهَمّ الناس ولغة الناس بنشرة أخبار من الناس وإلى الناس.

لكن مع كلّ الإيجابيات المطروحة، لا بدّ من تشديد المراقبة على المواد المتداولة في هذه النشرة لِما يمكن أن تحتويه من ألغام ومطبّات يمكن أن تضرب مصداقيتها. ولأننا نتطلّع إلى المزيد من الإنتاجات التلفزيونية التي تشبهنا أكثر وتنطق بلسان حالنا، لا بدّ أن تتمّ مراقبة كل ما تنطق به «الأخبار من عندك» بشكل وثيق للتأكّد من مصداقية المنشور ومصدره وحقيقته… خصوصاً بعد أن تمّ فتح الهواء للمشاهدين من كلّ الأطياف والخلفيات والإنتماءات، ولِما يمكن أن يقدّموه من معلومات مغلوطة أو أخبار ملغومة.

عِملتا الـLBCI وسبقت الكلّ وعملت حدادة وبويا لنشرة الأخبار حتى تصير تشبه الناس، على أمل يتشجعوا الباقيين ويلحقوها، وعقبال ما نكتب مقالاتنا باللبناني المشبرح.