Site icon IMLebanon

lbci الرابح الأكبر في الاحتجاجات؟

   

 

في 17 تشرين الأول (أكتوبر)، ثار بعض الشبان على جسر «الرينغ» رفضاً لسلّة الضرائب التي ستقع على كاهل اللبنانيين، وامتدت حركتهم الاحتجاجية لتطال كل المناطق اللبنانية، مع خروج الناس إلى الشوارع على مدى أكثر من أسبوعين. في المواكبة الإعلامية، كانت قناتا «الجديد» وlbci، أول من غطى التحرك وقطع البرمجة، لتنضم إليهما mtv لاحقاً. طيلة الـ13 يوماً، واكبت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» الحراك الشعبي، وفتحت هواءها لأكثر من 16 ساعة يومياً، وانتشر مراسلوها في المناطق لنقل الصوت والصورة. خلال هذه الأيام، ومع تبدّي الأجندات التي حرفت الحراك عن مساره، استطاعت lbci، أن تكون الرابح الأبرز بين القنوات الرئيسية التي واكبت التظاهرات، بفضل الذكاء الذي استخدمته في التغطية، إذ راعت كل الأطراف السياسية بما فيها «حزب الله». المحطة التي تبنّت المطالب الشعبية في البداية، عادت ومالت قليلاً إلى مطالب أخرى تبناها باقي اللبنانيين على رأسها حق المرور وعدم إقفال الطرقات. حصل هذا الأمر، في الأيام الأخيرة للحراك قبل استقالة سعد الحريري، مع تصاعد غضب المواطنين من إقفال الطرقات والتعبير عن ذلك على الشاشات. لعبت القناة على الحبلَين كما يقال، محاولةً أن تمسك العصا من المنتصف، لتكون مقبولة من قِبل الطرفَين. وإبان ارتفاع غضب «الشارع الشيعي» ـــ إن صحّ التعبير ــــ من «الجديد» بسبب إقحامها «حزب الله» والمقاومة في سجالات الحراك، ومنع الأصوات المؤيدة لأمينه العام حسن نصر الله، من الخروج على الهواء، أفادت غريمتها lbci، من هذه الأجواء المشحونة، إذ يشكل هذا الجمهور قاعدة أساسية في متابعة «الجديد». سرعان ما رأينا هذا الكباش متجلّياً على الأرض، عبر خروج «الجديد» من نعيم الضاحية الجنوبية، و«احتلال» lbci مساحتها المؤيدة لنصر الله، بعيد خطابه الثاني يوم الجمعة الماضي. إذ خرجت وقتها مسيرات مؤيدة من جمهور الحزب سيراً على الأقدام أو عبر دراجات نارية جابت أنحاء المنطقة هناك، محمّلة بالأعلام الحزبية. وقتها، خرج من هناك مراسل المحطة مارون ناصيف، وفتح الهواء لأهل الضاحية على مدى أكثر من ساعتين. وفي اليوم التالي أيضاً، عاد المراسل عينه من المكان نفسه، ليخبرنا أن هؤلاء على أهبّة الاستعداد للنزول إلى الشارع في أيّ وقت تطلب منهم القيادة ذلك.

 

خرج مراسل المحطة مارون ناصيف وفتح الهواء لأهل الضاحية

 

إذاً، قطفت المحطة اللحظة، وحظيت بجمهور انضم إلى متابعيها، أغلبه كان في عداد أرقام «الجديد». وليس صعباً أن نرى في مشهدية سلّة التعدي والمضايقات التي تعرّض لها المراسلون/ ات، خصوصاً من قناتي otv وnbn، أن lbci نالت الحصة الأدنى من المضايقات، من ضمنها ما تعرّضت له ندى أندراوس أخيراً في «الشفروليه». وإن دلّ هذا على شيء، فإنّه يأخذنا إلى «باروميتر» الحركة الشعبية الاحتجاجية، التي احتضنت أو ضايقت وطردت فرقاً إعلامية تبعاً لما ترتئيه من ربط بينها وبين التبعية السياسية لها. هكذا، استطاعت lbci التواجد داخل الحراك الشعبي ونقل صورة منعت قنوات أخرى من نقلها. وفي سياستها التحريرية، لم تشذّ مقدمات نشرات أخبارها عن طرح أسئلة الشارع، وإشكاليات السياسة من دون أن تدخل في عوامل التسييس. لكن يؤخذ عليها في الأيام الأخيرة للتظاهرات، لهاثها خلف استصراحات غوغائية خرجت على الهواء لا سيما لمناصري «المستقبل»، بعيد استقالة الحريري، وتنقلها في مناطق بيروتية لتقفّي أثر هؤلاء من دون حسبان خطورة ما يدلون به، لا سيما في مناطق تشكل خطوط تماس مذهبية وطائفية تلتقي معها أجواء مشحونة من شأنها إحداث فتنة في البلاد.

من ملف : الحكومة عالقة والبلد عالق