يقول مرجع سياسي بارز أن ثمة اجماعاً لدى المسؤولين والسياسيين الذين يلتقيهم أو يتوصلون معه على أن زيارة جان – إيف لو دريان المرتقبة الى لبنان ستكون مجرد «استعراض بائس في الوقت الضائع» ولن تحقق شيئاً على صعيد الركود الرئاسي اللبناني، ولا حتى على ما يطمح إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يمضي ما يتبقى من ولايته الثانية في مسلسل من الخيبات المتناسلة ليس في لبنان وحسب وإنما على صعدان عدة داخل فرنسا وخارجها، وهو يكاد أن يكون بطل سحب النفوذ الفرنسي من آخر معاقله في أفريقيا ولبنان وأينما كان…
ويرى المرجع البارز أن مسيو ماكرون «قفز في المجهول اللبناني فوقع في الخيبة»، وهو أساء التقدير منذ مبادرته الرئاسية في لبنان حتى تراجعه عنها الى اليوم حيث يتحدث موفدُه إلينا باسم اللجنة الخماسية بينما هي مقيمة في لبنان عبر موفديها تحت الأضواء حيناً وبعيداً عنها حيناً آخر، وهم ليسوا في حاجة الى مَن يهديهم سواء السبيل حتى ولو كان من طينة جان – إيف لودريان الذي «كحكحه الزمان» في السياسة والديبلوماسية والمسؤولية التنفيذية وزيراً للخارجية والدفاع، قبل أن يدفع به نزيل قصر الإليزيه الى مهوار التغطية على أخطائه وألعبانياته الكثيرة التي «توّجها» بزيارته المشؤومة الى الكيان الصهيوني في مطلع الحرب الدائرة رحاها على غزة.
وعليه، يرى المرجع البارز أنه من الأجدى أن ينصبّ الاهتمام اللبناني على مهمة الموفَد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين الذي سيصل بيروت في قابل الأيام في مهمة قد يكون لبنان في أمسّ الحاجة الى نجاحها كونها تركّز على تثبيت (لا ترسيم) الحدود البرية مع فلسطين المحتلة، لاسيما إذا توصّل الرجل الى إقناع العدو الإسرائيلي بالانسحاب من مزارع شبعا والغجر، ما يمهد لسحب فتيل توسيع الحرب على لبنان.
ويأمل المرجع البارز (وهو لا يستبعد) أن يعرّج عاموس على إمكان إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين اللبناني والصهيوني بالتوافق مع الضغط الدولي على نتانياهو للتوصل الى هدنة ثابتة في غزة.
ويختم حديثه في هذه الملاحظة: المطلوب التوقف والتأمّل عميقاً في معاني سحب الولايات المتحدة الأميركية حاملة طائرتها من البحر الأبيض المتوسط، وهذه رسالة مباشرة الى العدو معناها الشمولي: طفح الكيل الأميركي من القيادة المجنونة في الكيان العبري.