IMLebanon

لودريان في بيروت… “باريس2” بصيغة دوليّة 

 

 

اسبوع الحسم، هكذا يمكن ان يطلق على الايام المقبلة حتى نهاية الاسبوع. فعلى صعيد حاكمية مصرف لبنان دقت ساعة الحقيقة و”بلش الجد”، اما رئاسيا فزيارة الموفد الفرنسي الى بيروت هذه المرة مؤشر الى مسار ومصير المبادرة الفرنسية التي كثر اللغط حولها، خصوصا ان بيان “الكيدورسيه” الذي اعلن عودة لودريان تحدث عن “رئيس توافقي”، لم يتجاوز سقف بيان الدوحة.

 

في المعجم الديبلوماسي، هذا يعني ان باريس تخلت عن خيارها الرئاسي السابق، وهي تسعى الى الوصول الى رئيس توافقي تلتقي حوله معظم الاطراف السياسية. فاي جديد عملي سيحمله الموفد الرئاسي الفرنسي؟ وهل سيصل به الامر الى حد تزكية شخصية توافقية، انطلاقا من الاجواء التي سادت اجتماع الدوحة؟

 

وفقا لمصادر متابعة، يبدو أن لودريان يعود حاملا أفكارا إضافية، ستكون كرسالة عنوانها إبلاغ الأفرقاء اللبنانيين بما هو ضروري لإنهاء الشغور الرئاسي بفترة زمنية فاصلة عن اجتماع اللقاء الخماسي القادم مطلع ايلول المقبل، موعد انتقاله الى الرياض لتسلم مهماته الجديدة كرئيس للوكالة الفرنسية لتطوير منطقة العلا في السعودية، وهو ما يتقاطع مع ما ينقل عن لسان سفير دولة كبرى في بيروت.

 

وتتابع المصادر ان جديد لودريان الرئاسي الذي سيطرحه يستند الى مجريات نقاشات ومباحثات الدوحة، ويتمحور حول النقاط الاتية:

 

– المطلوب من الافرقاء، خصوصا المسيحية والشيعية، سرعة انهاء حواراتهم الثنائية التي بدأت، سواء بين التيار الوطني الحر وحزب الله، او بين بنشعي، اي حارة حريك بالوكالة، ومعراب، لحسم الخيارات وتأمين الاكثرية اللازمة لانتخاب رئيس.

 

– التأكيد على ان القرار الدولي واضح بعدم ارساء اي اعراف جديدة تتناقض والمبادئ الديموقراطية، لذلك كان العزوف عن فكرة طاولة حوار للاتفاق على اسم رئيس، مع ما يعنيه ذلك من تعيين هذا من جهة، ومن جهة اخرى، التأكيد على مطابقة اتفاق الطائف لمواصفات المرحلة المقبلة، وهو ما كان بدا مع احتفال السفارة السعودية السنة الماضية.

 

وعلى هذا الصعيد، دعت المصادر الى تتبع مسار الحراك السني المستجد والمواقف الصادرة عن دار الفتوى ، وعدم الاستهانة بالتكريم السعودي لمفتي الجمهورية، خصوصا ان الفترة القريبة المقبلة ستشهد تحولا سياسيا سنيا وقيادة جديدة ،سيكون لها دورها في حسم المعركة الرئاسية بعد توحيد النواب السنّة.

 

– ابلاغ المعنيين بان خيار فرض عقوبات على المعرقلين بات خيارا دوليا، ولم يعد اميركيا حصرا، وان الامر بالتحديد سيتناول من سيعمد الى تطيير نصاب، اي جلسة انتخاب سيتم تعيينها، وان استبعدت المصادر ان يكون رئيس مجلس النواب من الشخصيات التي تتضمنها اللوائح التي اعدت، اقله راهنا.

 

وتشير المصادر الى ان الكلام الذي يجري تداوله في بيروت عن سقوط المبادرة الفرنسية، وفشل اجتماع الدوحة،لا يمت الى الواقع بصلة، وان القيادات اللبنانية ستتفاجأ بما ستتبلغه من الموفد الفرنسي، كاشفة ان ميل الخماسي الباريسي بات واضحا نحو تبني وجهة النظر السعودية – الاميركية، باعادة التوازن الى الساحة السياسية اللبنانية، والذي انضمت اليه باقي الدول.

 

وختمت المصادر بان ما حصل خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في قصر الصنوبر، من “بهدلة” الاجراءات الامنية المقصودة، الى كلام السفيرة الذي شكل رسالة واضحة للسلطة بوجهيها التنفيذي والتشريعي، والذي ازعج فريق الممانعة واعتبره موجها ضده، ما ادى الى انسحاب “ممثله”، وما تبعه من بيان الدوحة الذي لم يأخذ بهواجس الحزب وفريقه، شكل “نقزة” لدى قوى الثامن من آذار، التي لن تبدي ليونة في التعامل مع باريس هذه المرة، التي تحمل مقاربة دولية لا فرنسية، تنخرط فيها الدول الخمس كل وفقا للموكل اليها من مهمات.

 

في اي حال وسط التلبد على مسار الاستحقاق الرئاسي، تبقى الاسئلة مشروعة. فهل يكون شهر ايلول الموعد الأقرب لإنجاز الاستحقاق الرئاسي؟ أم أن الامور مفتوحة على كل الاحتمالات وتاليا الدخول في المجهول؟ أو أن الهواجس والمخاوف من احتمالات التفلتات الاقتصادية المعيشية النقدية، ستستخدم للدفع نحو بلوغ حل؟