اعتراضات حزب الله المسبقة على مهمة لودريان مؤشر سلبي على نتائج لقاء الدوحة
أعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأن يحمل الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان في زيارته الى لبنان اليوم، العناوين الاساسية لبيان اللقاء الخماسي الذي انعقد في قطر الاسبوع الماضي، باعتبارها خارطة طريق لحل ازمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، مع مساحة محدودة من المرونة، لتجاوز العقبات والصعوبات وتقريب وجهات النظر بين الاطراف المختلفين، تمهيدا للتوصل الى قواسم مشتركة للتفاهم على اسم شخصية مقبولة من معظم الاطراف السياسيين، للترشح لرئاسة الجمهورية، بأقل نسبة من الاعتراضات والرفض من بعض الاطراف الثانويين.
واستبعدت المصادر ان يواصل الموفد الرئاسي الفرنسي، البحث مجددا في المبادرة الفرنسية السابقة التي زكت ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة، كما يروج الثنائي الشيعي وحلفائهما، باعتبارها سقطت جراء رفض الاطراف المسيحيين الأساسيين لها من جهة، ولم تلق قبولا من اطراف اخرين، بينما تم تجاهلها، ولم يأت على ذكرها بيان اللقاء الخماسي، لا من قريب ولا من بعيد، من جهة ثانية، ما يعني استبعادها نهائيا باجماع الدول الممثلة باللقاء، لانعدام فرص تسويقها نهائيا، واستبدلها بمضمون البيان الصادر عن اللقاء، والذي حدد بموجبه آلية الخروج من أزمة الفراغ الرئاسي، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، استنادا للدستور، وليس من خلال اجراء حوار يستبق اجراء الانتخابات الرئاسية.
واعتبرت المصادر ان لودريان اصبح ملزما باعتماد مضمون البيان المذكور في مهمته، لايجاد تخريجة مناسبة لحل ازمة الفراغ الرئاسي، وباقي الازمات المتفرعة عنها، والتقدم خطوة الى الامام، بينما معاودة البحث بالمبادرة الفرنسية المتعثرة، معناه العودة إلى الوراء، والخروج عن اجماع لقاء الدوحة، واجهاض كل التحركات والجهود العربية والدولية لحل الازمة اللبنانية لاحقا، وهذا التصرف مستبعد كليا، في ضوء ما تم الاتفاق عليه في بيان اللقاء الخماسي، برغم كل ما يروج ويتردد عن استمرار الثنائي الشيعي التمسك بالمبادرة الفرنسية وبدعم ترشيح فرنجية للرئاسة الاولى.
ومن وجهة نظر المصادر فإن استباق عودة لودريان للبنان، بتوقعات وافكار وطروحات ومبادرات من هنا وهناك، مصيرها الفشل المحتوم، انما يستند إلى توجهات وحسابات بعض الاطراف وتحديدا حزب الله وحلفائه، الذين كانوا يبذلون ما في وسعهم لتسويق وانجاح المبادرة الفرنسية السابقة، التي تصب في مصلحتهم، لاعتمادها ترشيح فرنجية للرئاسة، وهو في الوقت نفسه مرشحها ايضا، في حين جاءت نتائج اللقاء الخماسي مخيبة لامالهم وتطلعاتهم، وقلبت حساباتهم رأسا على عقب.
وشددت المصادر على ان بيان اللقاء الخماسي، أحرج حزب الله وحلفاءه، ووضعهم أمام خيارين، اما التعاطي ايجابا مع خارطة طريق اللقاء ومضمون البيان، والالحاح على إدخال
بعض التعديلات الطفيفية وغير الاساسية، لحفظ ماء الوجه، او ارجاء الاجابة على المقترحات التي يحملها لودريان، افساحا في المجال لدراستها واعطاء الجواب النهائي عليها لاحقا، وهذا الخيار هو الأرجح، وقد يستغرق مزيدا من الوقت.
مخاوف من اعتراضات تجعل الحل الرئاسي طويلاً ومرتبطاً بمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران
وفي انتظار ما يحمله الموفد الرئاسي الفرنسي في جعبته، لن يخرج في كل الأحوال عما تم التفاهم عليه في ببان اللقاء الخماسي، والذي استتبع بسلسلة بيانات ومواقف من الدول المشاركة، تؤكد اجماع هذه الدول على الاسس التي تم الاتفاق عليها، اما مواجهتها والاعتراض عليها، بافكار وطروحات مضادة من قبل حزب الله، هذا يعني ان طريق حل ازمة الفراغ الرئاسي، مايزال طويلا، وقرار البت فيه، مايزال ضمن المفاوضات الجارية بتقطع بين الولايات المتحدة الأميركية وايران.