Site icon IMLebanon

زيارة لودريان تفصل بين خياري انتخاب الرئيس أو التمديد لقائد الجيش؟

 

الإنتخابات الرئاسية مستبعدة قبل انتهاء حرب غزة وجلاء تفاهماتها الإقليمية والدولية

 

 

بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الاول الماضي، والحرب العدوانية التدميرية الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع على مدى اكثر من شهر ونصف، والمجازر الجماعية التي ارتكبتها ضد المدنيين،وانشغال الساحة اللبنانية بتداعيات هذه الحرب بعد اشتعال جبهة الجنوب اللبناني بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، تراجع الاهتمام بملف الانتخابات الرئاسي في الداخل اللبناني إلى حدود النسيان، بحجة ان اولوية الاهتمام للتضامن مع المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة، وهذا يستوجب توحيد المواقف الداخلية والوقوف وراء الحزب في هذه الظروف، وفي الوقت نفسه تقدم البحث والنقاش السياسي في موضوع انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون في شهر كانون الثاني المقبل، لتفادي الفراغ في قيادة الجيش بغياب رئيس للاركان وتجنب اي اهتزاز في بنية وفاعلية الجيش في حفظ الأمن والاستقرار في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها لبنان.

وفي غمرة الضجيج السياسي حول المخارج والصيغ المطروحة للتمديد لقائد الجيش،والرفض المطلق من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتركيز النقاش حول المخاوف المطروحة من التهديدات الإسرائيلية بتوسع نطاق الحرب الى خارج المناطق الحدود اللبنانية الجنوبية، ادلى الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان بتصريح مفاجىء، اعلن فيه نيته زيارة لبنان من جديد، لاستئناف مهمته المنسية للمساعدة في حل أزمة الانتخابات الرئاسية المتعثرة،بعد غياب منذ شهر حزيران الماضي، ما احدث مفاجأة مدوية في الوسط السياسي اللبناني، وطرح سلسلة من التساؤلات والاستفسارات،التي تبدأ من المعطيات الجديدة التي يحملها لودريان في جعبته ،لاعادة احياء مهمته، والتي لا تنتهي مع الشكوك باستحالة تحقيق اي تقدم في غمرة الاجواء التشاؤمية التي تظلل الواقع السياسي الداخلي والتعقيدات التراكمية لحرب غزة على الساحتين الاقليمية والدولية.

والسؤال المطروح يبقى هل يتقدم خيار الانتخابات الرئاسية على خيار التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في ضوء زيارة لودريان للبنان، بالرغم من ظروف وتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة؟

 

من المبكر الحصول على جواب قاطع بهذا الخصوص،قبل الاطلاع عما يحمله الموفد الرئاسي الفرنسي في جعبته،وما يطرحه على المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية والمرجعيات التي ينوي مقابلتهم،وإن كان معظمهم ينفي معرفته بالافكار والطروحات التي يحملها لودريان، فيما البعض الآخر يتوقع ان يركز في مهمته على وجوب ابقاء لبنان بمنأى عن التصعيد العسكري الإسرائيلي والحرب الدائرة في غزّة،وتجنب المخاطر المحدقة،وحرص فرنسا على إبعاده عن كل التأثيرات والتداعيات السلبية، إضافة إلى العناصر الجديدة التي يحملها لاعادة تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي من جديد وبالرغم من كل الغموض الذي يلف زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان،بدأت قبيل ساعات من وصوله تتكشف بعض جوانب من معاودة مهمته، بتواتر الاخبار عن زيارته للسعودية ،وباتصالات مع باقي اعضاء اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر،للتنسيق في ما بينهم بخصوص تحركه المتجدد ولاعطاء دفع لمهمته لتذليل الصعوبات التي تعترضه،فيما نقلت مصادر ديبلوماسية عن السفير الفرنسي في لبنان امام زواره، ان التحرك الفرنسي للمساعدة في حل أزمة الانتخابات الرئاسية، ينطلق مما طرحه لودريان في زيارته الاخيرة، بتقليص مساحات الخلاف بين الاطراف السياسيين،عدم التمسك بطرح تسمية رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والقاضي نواف سلام، تجنب طرح اسماء محددة للرئاسة، التشديد على اجراء الاصلاحات المطلوبة في كل القطاعات لتسهيل مساعدة لبنان في حل الأزمة المالية والحصول على المساعدات من صندوق النقدالدولي والدول والمؤسسات الداعمة.

 

والملاحظ في كل ما يرافق ملف الانتخابات الرئاسية ،وحملات التمديد لقائد الجيش،ان اسم العماد جوزاف عون هو محور الحدثين، بينما لن يعرف إذا كان خيار الانتخابات الرئاسية سيتقدم على طرح التمديد لقائد الجيش،قبل معرفة مايحمله الموفد الرئاسي الفرنسي من افكار ومقترحات، وتقصّي مواقف اللاعبين الاساسيين بالانتخابات الرئاسية والمؤثرين فيها ، والارجح ان يبقى الملف الرئاسي مؤجلا في الوقت الحاضر،حتى الانتهاء من الحرب الإسرائيلية على غزّة،وما قد يرسم بعدها من خرائط نفوذ جديدة بالمنطقة، وتعقد صفقات اقليمية، وقد يبقى طرح التمديد هو الذي يتقدم على خيار انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظل الظروف المعقدة.