IMLebanon

مهمة لودريان تحت مجهر الترقُّب والحذر يظلل نتائجها

 

ملف الانتخابات الرئاسية في قبضة المفاوضات النووية والباقي لا يقدِّم ولايؤخِّر

 

 

بينما تتوجه الأنظار والاهتمامات السياسية، الى الزيارة التي يقوم بها الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان للبنان غدا، لمعرفة ما يحمله من افكار ومقترحات، يمكن أن تساعد في حل الأزمة المتفاقمة وتؤدي الى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، تنقسم آراء وتوقعات القيادات السياسية بخصوص ما يمكن ان ينتج عن مهمة الموفد الفرنسي. بعضهم يحاول ان يوجه الأنظار عمدا، إلى مهمة الموفد الفرنسي، وحياكة هالة من الامال الوهمية حولها، اولا، للتهرب من مسؤوليته والفريق المتحالف في تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية عمدا، وثانيا، لتصوير ازمة الانتخابات الرئاسية، وكأنها ازمة اقليمية ودولية، وتأثير الاطراف السياسيين بالداخل محدود، لالقاء مسؤولية التعثر والفشل على الخارج مهما طال الفراغ الرئاسي، ومهما تسبب بتداعيات كارثية على اللبنانيين، بينما باقي الاطراف السياسيين، ينظرون الى المسعى الرئاسي الفرنسي بحذر وتضاؤل الآمال، بامكانية نجاحه، لغياب اي مرتكزات أو وقائع ملموسة، تحيي الآمال بنجاحه، والخشية ان يكون تكرارا للمساعي الفرنسية الفاشلة التي قامت بها فرنسا، في اعقاب تفجير مرفأ بيروت قبل سنوات، وحتى ما سميت بالمبادرة الفرنسية التي طرحت مؤخرا، وتضمنت ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة، وتعثر تسويقها، بفعل الاعتراضات ورفض الكتل النيابية المسيحية الثلاث بالمجلس النيابي واطراف اخرين لمحتواها بالكامل، واصبحت بفعل المجمدة او الساقطة نهائيا،بالرغم من تشبث حزب الله وحلفائه بها.

وفي مقابل هذه النظرة المتعارضة تجاه المسعى الرئاسي الفرنسي الجديد، تعتبر اطراف سياسية مؤثرة، أن امعان حزب الله وحلفائه، بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية على الشكل الحاصل وتقلبه في اختراع الحجج والاعذار، مع الاستمرار بدعم مرشحه فرنجية للرئاسة، بالرغم من تعذر تأمين الأصوات النيابية اللازمة لفوزه، كما اظهرت وقائع جلسة الانتخاب الرئاسية الاخيرة، يهدف الى ذر الرماد في العيون، وتقطيع مزيد من الوقت سدى، لان مسألة الانتخابات الرئاسية اللبنانية، هي من الاستحقاقات المهمة التي تعتبر في صلب مقايضات الجانب الايراني بملف المفاوضات حول الملف النووي الايراني مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، وبالتالي فإن الافراج عنه حاليا، وبمعزل عن انتهاء جولات التفاوض غير المعلنة، والمتواصلة في أكثر من عاصمة عربية، هو ضرب من قلة التقدير، استنادا إلى ما حصل في استحقاقات رئاسية، عندما عطل الحزب انتخابات رئاسة الجمهورية لاكثر من عامين، غداة انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان وجمد تشكيل اكثر من حكومة، قبل أن يتم مقايضتها وغيرها، بأثمان ايرانية مع الغرب.

 

إمعان حزب الله وحلفائه بالتعطيل يهدف إلى ذر الرماد في العيون

 

ومن وجهة نظر هذه الاطراف، لم يتغير شيء في ملف الانتخابات الرئاسية الموضوعة من قبل حزب الله، بالتصرف الايراني ولمصلحته على حساب مصالح اللبنانيين عموما، بالرغم من كل ادعاءات قادة الحزب ونوابه، بأن الاستحقاق الرئاسي داخلي صرف، ونفيهم بتدخل ايران فيه، خلافا لتصرفات وممارسات الحزب بالتعاطي سلبا مع مجريات الانتخابات الرئاسية.

وتخلص هذه الاطراف الى الاعتقاد، بأنه من الخطأ، اسقاط عامل استمرار رهن الانتخابات الرئاسية، بمسار المفاوضات الايرانية مع الغرب، وحصره بجوانب اخرى، لاسيما الانقسام السياسي الداخلي وما شابه. قد يكون مردود اللقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي، وتفاهم دول اللقاء الخماسي، عاملا مساعدا وايجابيا، في المساعدة على حل الأزمة اللبنانية، الا انه يبدو ضمن الوقائع ومسار التطورات الاخيرة غير كاف، بعدما ثبت بالملموس، انه لا يمكن الافراج عن ملف الانتخابات الرئاسية المحتجز من ايران بواسطة حزب الله، ما لم تحصل طهران على مكاسبها بالملف النووي وملحقاته، وحتى ذلك الحين يبدو ان ازمة الفراغ الرئاسي، ستطول اكثر من المتوقع، وما على اللبنانيين، الا العيش بظل الفراغ والانهيار الحاصل.