IMLebanon

المسار الرئاسي مقفل .. فهل ينجح لودريان السادس في إحداث خرق؟

 

 

تظلل تطورات الوضع الجنوبي المتفجر، الزيارة السادسة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، غداً، دون بروز أي معطيات، تسمح بإمكانية نجاحه في كسر الجمود القاتل الذي يخيم على المسار الرئاسي المقفل حتى الآن، رغم حراك سفراء “الخماسية” الذين سبق ومهدوا الطريق للموفد الفرنسي، ببيان، حث المكونات اللبنانية على سلوك طريق التشاور، تمهيداً للتوافق على رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت . وفي حين يكتنف الغموض زيارة لودريان هذه المرة، فإن ما تسرب من معلومات، لا يؤشر إلى وجود خطة فرنسية جديدة، من شأنها تسريع الجهود، لإخراج الملف الرئاسي من النفق، باعتبار أن المواقف الداخلية لا زالت على حالها، بانتظار سماع ما يحمله المبعوث الفرنسي، من أفكار لحلحلة المأزق وتهيئة المناخات أمام التوافق على الانتخابات الرئاسية .

ولم تحجب تطورات الملف الرئاسي، الأنظار عن متابعة أعمال مؤتمر بروكسيل للنازحين الذي عقد أمس، سيما وأن لبنان الذي يرزح تحت أعباء أكثر من مليوني نازح سوري، وعلى وقع تصاعد موجة احتجاجات داخلية غير مسبوقة على ممارسات النازحين، قد أعد ملفاً متكاملاً حول هذا الموضوع، من خلال الموقف الصريح والواضح لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب، سيما لجهة ما أعلنه من رفض لبناني جامع لسياسة أوروبا والمجتمع الدولي، حيال طريقة التعامل في معالجة ملف النازحين، توازياً مع حدث بالغ الأهمية، تمثل في إظهار الرفض اللبناني لاستمرار بقاء النازحين، من خلال اعتصام حاشد أشرف عليه ونظمه حزب “القوات اللبنانية”، إضافة إلى عدد من أفراد الجاليات اللبنانية في عواصم الانتشار المعترضين على استمرار وجود النازحين في لبنان.

 

وعلى أهمية مواقف الوزير بوحبيب الذي تسلح بتوصية مجلس النواب وقرارات حكومة تصريف الاعمال بشأن ملف النزوح، وما يعانيه لبنان على هذا الصعيد، إلا أن مصادر وزارية، ترى عبر “اللواء”، أن “هناك صعوبات في دفع المجتمع الدولي على تبني المواقف اللبنانية من موضوع النزوح، في ظل استمرار الطروحات الخارجية نفسها من هذا الموضوع . ورغم تفهم المطالب اللبنانية عند عدد من الدول الأوروبية، إلا أن الأمور يبدو أنها لم تنضج بعد، من أجل الاستجابة للمقترحات اللبنانية بهذا الشأن، بانتظار اتضاح صورة التطورات الدولية من ملف النزوح . وعليه فإن لبنان سيواصل اتخاذ الإجراءات لتنظيم الوجود السوري على أراضيه، والتعامل بحزم مع الحالات غير القانونية، في موازاة رفع الصوت في المحافل الدولية، من أجل اتخاذ ما يلزم لإعادة النازحين إلى بلدهم الذي استعاد استقراره وأمنه في معظم أراضيه” .

 

وتكشف أوساط متابعة لتطورات الملف الرئاسي، أن ما رشح من معلومات بشأن زيارة لودريان السادسة إلى بيروت، يشير رغم العقبات التي لا تزال موجودة، إلى أن باريس حريصة على أن يتمكن لبنان من انتخاب رئيس في وقت ليس ببعيد، وأنها ستقوم بكل ما تستطيع من خلال ما سيحمله معه المبعوث الرئاسي من أفكار واقتراحات جديدة، لإيجاد مخرج لانتخابات الرئاسة في لبنان، بالتنسيق مع شركاء لبنان الدوليين، واستكمال ما خلصت إليه “الخماسية”، وفي ضوء ما تم التوافق عليه بين لودريان وعدد من المسؤولين الأميركيين المعنيين بالملف الرئاسي اللبناني. على أمل أن ينجح في مساعيه الجديدة، سيما في جسر ما أمكن من الهوة السحيقة بين الموالاة والمعارضة، بعدما تبين ل”الخماسية”، أن الثقة تكاد تكون مفقودة بين الأطراف اللبنانية، من حيث عدم استعداد أي طرف للقبول برأي الطرف الآخر. وهذا ما يزيد حجم العراقيل أمام الجهود الفرنسية على ها الصعيد .

وطالما أن “حزب الله” لا زال على موقفه، بربط مصير الجنوب بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فإنه ليس في وارد تقديم التسهيلات لحل أي ملف آخر، وتحديداً ما يتصل بالانتخابات الرئاسية، سيما وأنه حتى الآن ليست هناك مؤشرات، توحي بأن “الحزب”، أصبح مستعداً للتنازل عن مرشحه سليمان فرنجية لمصلحة “الخيار الثالث” . وبالتالي لا يبدو أن ظروف التوصل إلى حل للمأزق الرئاسي أصبحت ناضجة، على أهمية كل الحراك الدائر في هذا الشأن، الخماسية”، وسط دعوات متزايدة ل”حزب الله” بضرورة فصل قضية الانتخابات عن ملف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، باعتبار أنه حان الوقت لفصل قضايا لبنان عن محيطه . وإلا فإن الشغور الرئاسي سيستمر، ما يعني بقاء الأزمة في لبنان، ما يهدد بزيادة حدة الانقسامات، وما ستتركه من انعكاسات بالغة السلبية على الأوضاع الداخلية برمتها .