IMLebanon

محادثات لودريان… ما خفيَ في الزيارة هو الأساس 

 

 

في غياب اي جديد لبناني داخلي، في ظل “صفر نتائج” غداة محادثات المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، شكلت زيارة الرئيس السوري الى طهران، بعد اجتماع محور المقاومة وفصائلها، وما تتركه من تداعيات على الملف اللبناني، محور متابعة ديبلوماسية واستخباراتية، نظرا لارتباطها بشكل او بآخر بالملفات التي بحثها الموفد الفرنسي.

 

ففي زيارته الخامسة الى بيروت، لم يحمل الموفد الفرنسي معه اي جديد، سوى اعادة التأكيد على ان “الخماسية” الديبلوماسية لم تنجح حتى الساعة في توحيد رؤيتها، وان عدوى “التسويات العربية” في اللعب على المفردات قد انتقلت اليها، خصوصا ان ما اعلنه الفرنسيون في العلن، يختلف تماما عما يضمرونه في الخفاء، وعما تدور حوله اتصالاتهم الفعلية والجدية.

 

وفي هذا الاطار، تكشف اوساط متابعة ان الهم الفرنسي الاول هو المحافظة على نتائج انجاز الترسيم البحري، الذي جاء لمصلحتهم بمباركة اميركية-“اسرائيلية”، ضحيتها في المقام الاول الاقتصاد اللبناني وثرواته، لذلك فان الجانب الخفي الابرز في الزيارة يتمحور حول اعادة ما انقطع مع الحارة، بعد الهجمة المنظمة التي تعرضت لها شركة “توتال”.

 

الاوساط التي واكبت الزيارة اشارت الى ان لودريان سمع اجابات واضحة لا تحمل اي تمييع او مواربة حول النقاط التي وردت في بيان “الخماسية”، معتبرة ان الاخير سيحمل تلك الاجواء الى المعنيين في ما خص الجانب الرئاسي، اما حول الحدود فان الاطراف لا زالت متمترسة خلف مواقفها، وهو ما سيبلغه للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين.

 

في المقابل، ثمة من يرى في الثامن من آذار ان زيارة لودريان جاءت لتقول ان الكلمة في الملف الرئاسي لفرنسا وليست لـ “الخماسية”، حيث ظهر التمايز واضحا، لذلك كان تعامل “الثنائي” واضحا لجهة تأكيد رئيس مجلس النواب للضيف الفرنسي على المواقف السابقة: لا حوار الا برئاسته ولا مرشح الا سليمان فرنجية.

 

واشارت المصادر الى ان اطلالة “بيك زغرتا” حملت معها اكثر من رسالة، ليست بعيدة عن الموقف الفرنسي، اذ بين سطور كلامه تمهيد واضح للزيارة وحسم لنتائجها قبل ان تبدأ، كاشفة عن ان التنسيق بين بنشعي وفرنسا على قدم وساق، وان باريس تفضل سليمان فرنجية على ما عداه، نظرا لعلاقته القوية بسوريا، وهو ما يفتح لها الباب واسعا لمقاربة الملفات المتوالدة من الحرب السورية من جهة، كما قربه من حزب الله ثانيا، ما يسهل على باريس “شرعنة وقوننة” مصالحها الاقتصادية التي ضمنتها في تقاربها مع الحزب.

 

وحول الكلام عن تباعد وبرودة بين حارة حريك وباريس، اكدت المصادر ان العلاقة جيدة، رغم بعض الشوائب والتساؤلات التي اثارها تضمين فرنسا بنودا “اسرائيلية” في ورقتها حول التسوية على الحدود الجنوبية وتنفيذ القرار 1701، مؤكدة ان فرنسا عادت الى التفاوض، بعدما تراجع البريطانيون نتيجة رغبة اميركية واضحة.

 

وخلصت المصادر الى ان “الثنائي الشيعي” ابلغ المعنيين عدم ممانعته اعطاء فرصة جدية للمفاوضات الجارية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من ثوابته ومسلماته، انطلاقا من قرار واضح لدى محور الممانعة بعدم السماح باحداث اي انقلاب سياسي في الداخل، تزامنا مع تغييرات قد تفرضها التسويات والتوازنات على الحدود الجنوبية.

 

وختمت المصادر، بان الثنائي “رسم” للموفد الفرنسي خارطة طريق واضحة، حوار ينتهي بتبني احد الاطراف المسيحية الاساسية لترشيح سليمان فرنجية، وبالتالي الذهاب الى جلسة انتخاب بتوازنات جديدة، تنهي الشغور الرئاسي قبل انتهاء الحرب في غزة، والا فان انتظار الفرج الرئاسي قد يطول الى ما بعد 2026.