IMLebanon

انتربولوجيا الميثة Le Mythe التأسيسيّة لصيرورة الوجود اللبناني 

 

ان كلمة ميثة Le mythe تعني جواباً عقلياً لقضية لا يقدر العقل على حلها. وهي كلمة اساسية في تاريخ الشعوب.

 

انها كلمة تفترق عن كلمة اسطورة Legende وعن كلمة خرافة Fable وعن كلمة رواية Roman ، لذلك نحن نبقيها على حسب كتابتها كما هي: ميثة او Mythus.

 

في اساس صيرورة الفكر اللبناني هنا، ميثة اولى هي ميثة طائر الفينيق الذي يحرق ويصبح رماداً ويعود فينبت ويقوم من رماده.

 

كذلك هو لبنان يخرق ويدمر ويعود الى الحياة.

 

الميثة الثانية التأسيسية لانتربولوجيا صيرورة الوجود اللبناني، فهي ميثة الاله ادونيس الذي يتحلى بجمال خارق. يقتله الوحش في الجبال ويسيل دمه نحو النهر ويموت ادونيس، لكن من دمه نبتت شقائق النعمان، وهو يقوم وينبعث الى الحياة مع الربيع. كذلك لبنان يقتله وحوش وبرابرة الارض ثم يقوم وينبعث الى الحياة من جديد.

 

اما تتابع الفصول في لبنان فهو واقع جميل يعطي لبيئة لبنان سحراً وجمالاً، يميزه عن محيطة الجغرافي الصحراوي.

 

وتبقى حكاية الجبلين الاخوة عفرون ونفرون فريدة في لبنان. نفرون ينزل الى جبيل ويبحر من هناك تاركاً اخاه عفرون متغرزاً في الجبال. ويموت نفرون بالغربة من شوقه الى اخيه في لبنان ، وعفرون يبقى صامداً في الجبال ينتظر عودة اخيه من الغربة.

 

من اشتقاق الاسمين نجد لنا معنى: عفرون عفر التراب، نفرون نفر وفر بعيداً.

 

اما في التيولوجيا المسيحية فحقيقة عذاب وصلب وموت وقيامة السيد المسيح هي الاساس، وحجر الزاوية لكل اللاهوت والحياة والايمان المسيحي. فهذه ليست ميثة ولا اسطورة ولا خرافة ولا قصة، بل حقيقة تاريخية واقعية، وعليها تقوم الديانة المسيحية، ومنها يستمد لبنان رجاءه الدائم بالقيامة والحياة والسلام والمحبة.

 

ويبقى لبنان واحة حرية وعيش مشترك وقبول الآخر المفترق ديناً وعقيدة وجنساً وعرقاً وحضارة وثقافة.

 

هذه الصيرورة تستند الى واقع جغرافي مميز. هو قرب الجبل من البحر والسهل بطريقة خاصة ومميزة، تعطي للبنان طقساً جميلاً وطبيعة رائعة، ووجوداً على الخط الجغرافي 21 ، الذي يمر في بيروت «ست الدنيا»، مدينة العلم والثقافة والفن والشعر والحب والحرية والحياة.

 

وكما قال سفر الرؤيا العدد 4 الفصل 21 العدد 1 ـ 4/5/10/16 : ثم رأيت سماء جديدة وارضاً جديدة، لان السماء الاولى والارض الاولى هُدمتا، وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت يكون فيما بعد، ولا يكون لا صراخ ولا وجع ، لان الاولى قد مضت.

 

وكذلك من سفر اشعيا فصل 65/العدد 17 ـ 19 : لاني ها انذا خالق سماوات جديدة وارضاً جديدة، ولا يذكر الاولى ولا تخطر على باله… ولا يسمع فيها بعد صوت بكاء ولا صوت صراخ.

 

وكذلك من رسالة بطرس الثانية فصل 3/13 : ونكون بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة، وارضا جديدة يسكن فيه البر.

 

حسب هذه النصوص الثلاثة من الكتاب المقدس، نحن ننتظر بعد هذه الايام السوداء، سماء جديدة وارضا جديدة واياما جديدة ولبناناً جديداً.