كلما استمعنا الى ميشال عون تبيّـن لنا كم أنّه في تناقض ذاتي لدرجة المزايدة على نفسه, ولا بدّ من فتح نقاش معه حول كلامه أمس، إثر اجتماع:
1- يقول إنّ حادثة سجن رومية خطأ أفراد وليس خطأ مؤسسة، ويضيف: استغلت الحادثة كثيراً, وفجأة يبدو وكأنّه نسي ما قاله قبل لحظة إذ يحمّل فرع المعلومات المسؤولية ويضيف، ليست هذه هي المرّة الأولى.
فهل العماد عون عاتب على فرع المعلومات لأنّه ألقى القبض على ميشال سماحة ناقل «الهدايا» السورية:4 عبوات متفجرة زنة كل عبوة 50 كلغ، و25 عبوة زنة كل منها كيلوغرامان، ومعه 150 ألف دولار لتنفيذ المهمة… وتم ذلك بالجرم المشهود صوتاً وصورة… وقد عمّمت هذه الواقعة على شاشة التلفزيون بكاملها، بحيث لا مجال لأي تشكيك، طبعاً إلاّ من المحكمة العسكرية العظيمة التي ليست أو لم تعد موجودة في أي بلد من العالم متقدّم أو متخلّف… باستثناء ربما بعض بلدان أدغال أفريقيا.
أو ربما أنّ عون عاتب على «المعلومات» لأنّها وراء القبض على الجنرال فايز كرم بتهمة التعامل مع إسرائيل, ولعلّ الجنرال عون عاتب على «المعلومات» لأنها كشفت 25 شبكة تجسّس وألقت القبض على 200 عميل وجاسوس، ناهيك بما أبلغوه الى سوريا وإلى «حزب الله» من كشف عملاء وجواسيس في صفوف الطرفين.
2- ثم يتحدث الجنرال عن جلسة «إحتيالية» لمجلس الوزراء، ومع احترامنا للجنرال الذي يعتبر نفسه رمزاً وطنياً لا يجوز له أن يتلفظ بهكذا كلام، وصار مفضوحاً ودارجاً أنه من أجل جبران باسيل عطل حكومتين كل مرة عشرة أشهر، والآن يعطل عمل مجلس الوزراء من أجل صهر.
3- لم أكن أعلم أنّ الجنرال عون خبير إقتصادي خصوصاً عندما يقول إنّ الوضع الاقتصادي في لبنان جيّد بينما القاصي والداني، وبائع الفلافل وبائع الخضار(…) يعرفون التردّي في الوضع الاقتصادي لأنّه منذ حكومة «حزب الله» الإنقلابية هبط الناتج الوطني من 9٪ الى 1٪, وكذلك الإفلاسات في السوق العقاري.
والسياحة: لم يمر بتاريخ لبنان يوم من الأيام أن عرض السعوديون والخليجيون عموماً ممتلكاتهم للبيع في لبنان, وفي المقابل، استمعنا مساء أمس الى رئيس «حزب القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي دعا:
أولاً- الى انتخاب رئيس للجمهورية «مرتا مرتا مهتمة بأمور كثيرة والمطلوب واحد».
ثانياً- الى انتظام العمل الحكومي وباقي المؤسسات وفي طليعتها المجلس النيابي.
ثالثاً- رد على المطالبين برئيس «قوي» بقوله: انتخبوا رئيساً وأعطوه قوة، إذ لا يعيش الجسم من دون رأس.
رابعاً- تأكيده على أنّ مصيرنا معلق بالجيش وليس بالأحزاب المسلحة والميليشيات.
وسرّني أنّ د. جعجع ذكّر بقضية كنيسة سيدة النجاة في الذوق، وهي تهمة شنيعة جداً ألصقوها به، ومَن يعرف سمير جعجع وتربيته الدينية واحترامه للكنيسة وأيضاً لبكركي يعرف كم أنّ هذه التهمة باطلة بطلاناً أكيداً.
وفيما نسي عون الإشارة الى «إعلان النوايا» بين تياره و«القوات» أعاد جعجع تذكيره!