IMLebanon

قيادات «المستقبل» إلى السعودية.. لترتيب البيت الداخلي

من المفترض أن يشدّ نواب ووزراء وبعض قيادات «تيار المستقبل» رحالهم الى السعودية خلال الأيام المقبلة، لعقد لقاء تشاوري موسّع مع الرئيس سعد الحريري قد يمتد لأكثر من جلسة.

لا أحد من «المستقبليين» يعلم مضمون برنامج عمل اللقاء الذي ما يزال حكراً على الرئيس الحريري وحده. ولكن الكثيرين يتوقعون أن يكون العنوان الأساسي للقاء هو: ترتيب البيت الأزرق الداخلي، والعمل على التخفيف من التشنجات التي تنامت بفعل صراع النفوذ بين مراكز القوى الموزعة ضمن «التيار» من طرابلس مرورا ببيروت وصولا الى صيدا، وكان آخرها أفلام تعذيب الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية وردات الفعل الغاضبة حولها، والعلاقة غير المستقرة بين وزيريّ الداخلية والعدل نهاد المشنوق وأشرف ريفي.

تشير المعطيات الى أن تدخلات الرئيس الحريري شخصيا عبر الهاتف، أو من خلال مدير مكتبه نادر الحريري أو أمين عام «التيار» أحمد الحريري، مع المتخاصمين في «المستقبل» لم تعد تجدي نفعا لجهة الحد من الصراع القائم بينهم أو حصره ضمن الدوائر الضيقة. علما أن هذا الصراع يكون أحمد الحريري في بعض الأحيان جزءا منه، نتيجة إجتهاداته التي يعتبرها عدد من النواب والمنسقين تجاوزا لهم في مناطقهم وتحجيما لهم أمام قواعدهم الشعبية.. وبالتالي فانه لم يعد قادرا على أن يلعب دور الحكم في كثير من الأمور التي تواجهه.

وتقول المعلومات إن فكرة اللقاء الموسّع طرحت قبل نحو شهرين، بعد ورود تقارير الى الرئيس الحريري تؤكد أن الوضع الداخلي لـ «التيار» لا يبشر بالخير، وأن الخلافات المستشرية بين بعض أقطابه وصقوره بدأت تستنزفه، وتضاعف من تراجع شعبيته.

وفي هذا الإطار جاء خلاف الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري الى العلن في صيدا، والهجوم العنيف الذي شنه النائب محمد كبارة على المشنوق الذي بدوره يخوض تنافسا مفتوحاً مع ريفي، إضافة الى المماحكات اليومية بين بعض النواب وأحمد الحريري، وبين نواب في ما بينهم، ومع عدد من المنسقين في أكثر من منطقة، فضلا عن نقمة الشارع السني على التيار وسلوكياته.

كل ذلك دفع الرئيس الحريري الى الطلب من كل المعنيين في تياره تقديم طلباتهم الى السفارة السعودية للحصول على تأشيرات دخول الى المملكة، من أجل عقد لقاء موسع برئاسته يعيد فيه الأمور الى نصابها.

وبالفعل، فقد حصل «المستقبليون» المدعوون الى لقاء السعودية قبل نحو ثلاثة أسابيع، على تأشيرات تمتد على ستة أشهر وصالحة لأكثر من رحلة، على عكس التأشيرات التي كانت تصلهم سابقاً والتي كانت مدتها شهراً واحداً وتقتصر على رحلة واحدة فقط.

وقد فسّر البعض هذا الأمر بأن الحريري سيعقد سلسلة لقاءات معهم على فترات متلاحقة، أو أن أمراً سعودياً ما قد يطرأ عليه يضطره الى تأخير عقده، فتبقى التأشيرات صالحة.

وبالفعل، فقد حالت ظروف سعودية خاصة بالحريري، لم يكشف عنها، دون عقد اللقاء خلال الأسابيع الماضية، ما دفع ببعض المدعوين الى الاعتقاد بأن الحريري صرف النظر عنه. لكن الزوبعة الأخيرة التي خرجت من سجن رومية بعد تسريب فيديوهات التعذيب وردات فعل الشارع عليها، واللغط الذي ساد حول العلاقة المتوترة بين المشنوق وريفي، أعاد إحياء فكرة عقد اللقاء الذي بات ضرورياً، برأي بعض «المستقبليين».

ولهذه الغاية، تم إبلاغ من يعنيهم الأمر بأن الدعوة قائمة ولا يحتاج الأمر إلا ركوب طائرة الحريري الخاصة والانتقال الى المملكة طالما أن التأشيرات ما تزال صالحة.

وتقول مصادر مستقبلية لـ «السفير» إن الافطار المركزي السنوي الذي يقيمه الرئيس الحريري ويطل عبره على اللبنانيين من مقر إقامته في السعودية سيقام في 12 تموز المقبل، مرجحة أن يعقد اللقاء الموسع في السعودية قبل هذا الموعد. وذلك بهدف تسوية أوضاع «التيار» ودفع كل قياداته ونوابه الى التعاون من أجل تأمين الحشد المطلوب للإفطار الذي سيقام في كل المحافظات في وقت واحد.

وتضيف هذه المصادر: إن عقد اللقاءات التشاورية مع الرئيس الحريري يجب أن تكون دورية، خصوصاً أنه ما يزال بعيدا عن لبنان. وبالتالي فان اللقاء معه ومناقشة بعض القضايا الخلافية والاستماع الى توجيهاته أمر مفيد، ومن شأنه أن يعيد كثيراً من الأمور الى نصابها، وأن ينظم العلاقة بين بعض المختلفين، لما فيه مصلحة «المستقبل» الذي يواجه اليوم إنتقادات واسعة سببها سلوك بعض قياداته