IMLebanon

زعامات آخر زمان  

 

انشغل اللبنانيون، أمس، في التغريدات التي حفل بها موقع «تويتر» والتي أثارتها تغريدة من النائب وائل ابو فاعور استخدم فيها الكلمات التي يصفها علماء اللغة الحديثون بأنها «كلمات وحشية» دلالة الى أنها باتت غير مستخدمة وإن كان البعض يغتنم مناسبات معيّنة ليستحضرها مثلما فعل النائب الجنبلاطي أمس في حملته على «التيار الوطني الحر» كلمات مثل:

 

الفرغل وهو جرو الضبع،

والهجرس وهو الواوي (الثعلب)،

الورص وهو الفأر،

الخوقع وهو الذئب،

الشرغ وهو الصرصار،

الخرنق وهو صغير الأرنب.

وطبعاً فإنّ أبو فاعور ليس في وارد شنّ مثل هذه الحملة العنيفة على شخصيات بينها نواب «زملاء» له في الندوة البرلمانية من دون أن يستأذن وليد جنبلاط الذي يريد أن يستأثر بالوزراء الدروز الثلاثة جميعهم… في وقت نرى أنّ «التيار الوطني الحر» يتحفنا ساعة بحديث عن وزارة سيادية وساعة أخرى عن وزارة خدماتية الخ… وكأنّ صوت الوزير الخدماتي غير صوت الوزير السيادي وصوتاهما يختلفان عن صوت وزير بحقيبة «عادية»! ونتيجة ذلك كله تأخير تشكيل الحكومة وما يترتب عليه من تداعيات وسلبيات أقله في المجال الاقتصادي ما ينعكس ضرراً بالغاً على البلاد والعباد.

واللافت في كلام أبو فاعور أنّه حمل تهديداً، أو انتهى بتهديد للذين أطلق عليهم أسماء صغار الحيوانات وأنهم «لا يستحقون أكثر من ذلك» فقال لهم: «وستضيعون مع أوّل هزيز ومن يعش يرَ»، كما لفت في كلامه أنه خرج على اللباقات التي حفظها وصانها الموحّدون الدروز وهو عدم التعرّض لقياداتهم بينما اتهم أبو فاعور الأمير طلال ارسلان بأنه «أمير الذر»… وفي القاموس «الذر» هو صغير النمل!

طبعا لم تمرّ هذه المداخلة ذات الصلة المباشرة بالحيوانات التي استلها ابو فاعور من أضلاع القاموس… لم تمرّ من دون ردود فعل من أصحاب العلاقة في «التيار الوطني الحر» ولدى الوزير طلال ارسلان الذي لم يرد على المغرّد إنما على وليد جنبلاط مباشرة: «الله يرحم كمال بك جنبلاط الذي طالب بقانون «من أين لك هذا؟؟» منذ أكثر من ستين سنة… فمَن أولى من الإبن ليطبّق هذا المبدأ على نفسه وعلى البعض الذين أرفض أن أسميهم إلاّ بالأوباش؟… وللحديث صلة».

وكذلك جاءت ردود «التيار الوطني الحر» في تغريدات مباشرة استهدفت جنبلاط، والنصوص الكاملة داخل العدد، وهنا خلاصات لها… فقد قال وزير العدل سليم جريصاتي في تغريدتين: «الى وليد جنبلاط بكل صدق: لماذا أنت تائه عن مصلحة لبنان ومصلحتك في هذه المرحلة الانتخابية من حياتك السياسية؟ إنه حكم الأقوياء بمعايير التمثيل النيابي يا عزيزي وأنت منهم».

وغرّد وزير الطاقة والمياه النائب سيزار ابي خليل بالقول: «لو يهتم جنبلاط بحاله وبحزبه، ويترك هالبلد للأوادم ومنهم ابنه، ويريح البلد منه ومن حقده «بيكون أحسن».

بدوره، غرّد النائب نقولا صحناوي عبر حسابه على «تويتر» بالقول: «وليد بك تدخل بكل ما لا يعنيه وخرّب كل ما تعاطى فيه، يا ليته ولمرة لا يتدخل ولا يتعاطى، لتسير الأمور بشكل جيّد».

وقال: «يؤسفني وأنا نائب منتخب من الطبقات العاملة في البقاع كما من أرباب العمل، أن أسمع من يحاضر بضرورة الترفّع عن المماحكات وهو من المعرقلين لتشكيل الحكومة».

وأشار الى أنّه «من الأجدى الإعتراف بوجود أزمة إقتصادية في البلاد والعمل يداً بيد للخروج منها عوضاً عن نكرانها والتصوير للناس بأنّ الأوضاع بألف خير، فالوضع الاقتصادي على شفير الهاوية باعتراف الجهات المحلية والدولية ومصارحة الناس بحقيقة الوضع والعمل مع سائر المكوّنات السياسية والاقتصادية لدرء الخطر الاقتصادي الناشئ عن عقود من الفساد، ساهم هو ومن لفّ لفّه بالإمعان فيه وتعميمه على فئة معيّنة من الأنصار والأزلام».

كما غرّد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام فقال: «لا نستغرب حملة بيك المختارة على التيار الوطني الحر الذي يحارب الفساد والمفسدين والفاسدين، فإنّ جنبلاط اعتاد على الصفقات والعمولة ومن الطبيعي أن يعتبر أن وضع البلد الاقتصادي بخير على عكس ما هو الحال… بيك المختارة والعفّة».

وكان وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال مروان حماده قد ردّ على تغريدة الوزير سيزار أبي خليل التي استهدف فيها وليد جنبلاط بالقول: «لو يهتم الوزير السابق قيصر أبو خليل بحاله وبتياره لكانت البلد نوّرت بالكهرباء ووفرت على حالها مليارات البواخر».

وبعد، لقد ختم أبو فاعور تغريدته بالمثل السائر: «ومن يعش يرَ»… بالفعل فقد عشنا ورأينا العجب العجاب من هذه التغريدات وأمثالها… والآتي أعظم.

عوني الكعكي